اعتقلت الشرطة الروسية السبت عشرين صحافيًا على الأقل خلال تجمع نظمته في الساحة الحمراء زوجات جنود يقاتلون في أوكرانيا للمطالبة بعودة أزواجهن من الجبهة.
وأفاد مصور فيديو لوكالة "فرانس برس" اعتقل خلال هذه التظاهرة أن ما بين عشرين و25 صحافيًا، بينهم مراسلون أجانب، كانوا معه في شاحنة للشرطة في طريقهم الى أحد مراكزها في موسكو.
ومنذ أسابيع عدة، تنظم زوجات جنود تمت تعبئتهم للقتال في أوكرانيا تحركات احتجاجية قرب الكرملين.
ويظهر استياء عائلات الاحتياطيين الذين تم استنفارهم بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين في سبتمبر/ أيلول 2022، موضوعًا حساسًا بالنسبة الى السلطات التي أحجمت إلى الآن عن قمع أي تحرك تقوم به تلك العائلات.
وتجاهلت وسائل الاعلام الرسمية الروسية تحرك النساء، في وقت يحرص الكرملين على تظهير وحدة الرأي العام حول بوتين قبل إعادة انتخابه المرجحة الى حد بعيد في الانتخابات الرئاسية المقررة في مارس/ آذار المقبل.
"حرب بلا نهاية"
وسبق أن أعلن بوتين أن 244 ألفًا من العناصر الاحتياطيين يقاتلون حاليًا في أوكرانيا من أصل 617 الف جندي.
وكانت زوجة أحد الجنود الروس قد وجهت في العشرين من الشهر الماضي من مقر الحملة الانتخابية للرئيس بوتين مناشدة مؤثرة من أجل إعادة زوجها من أوكرانيا.
وقالت ماريا أندرييفا أمام أعضاء الحملة: "أصدر فلاديمير بوتين قرارًا يلزم زوجي بأن يكون هناك (في أوكرانيا). أنا أريد معرفة متى سيصدر قرار لزوجي بالعودة إلى المنزل".
ودخلت أندرييفا في سجال محتدم مع امرأة أخبرتها بأن الجنود الروس في أوكرانيا يدافعون عن وطنهم الأم وأنها ينبغي أن تصلي من أجلهم.
وردت أندرييفا: "وماذا بعد؟ تنفق وزارة الدفاع أموالها، أنحتاج الآن إلى الضغط بكل قوة على رجالنا حتى آخر أنفاسهم؟ حتى يعودوا إلينا بلا روح؟".
وأضافت: "علام سأحصل؟ على رجل بلا ساقين أو بلا ذراعين أو رجل مريض؟ ألا تعلمين ما يحدث هناك؟".
وذكرت أندرييفا أنها لم تلحظ أي عجلة من السلطات للتعامل مع مخاوف زوجات الجنود مضيفة أن الوقت حان لتكثيف حملتهن.
وأضافت للصحافيين أن طفلتها تعاني من صعوبات في التخاطب بسبب غياب والدها.
وتابعت: "كل مشكلات أسرتي يمكن حلها بشيء واحد فقط، وهو إعادة زوجي. لأنها تصبح طفلة مختلفة تمامًا حينما يعود والدها إلى المنزل".