خلل تقني أم قرصنة.. ما الذي عطّل أبرز المواقع الإلكترونية حول العالم؟
أُصيبت عشرات المواقع العالمية الحكومية والتجارية، من بينها موقع كل من الحكومة البريطانية وأمازون وتويتر، بالإضافة إلى مواقع إخبارية، منها موقعا "الغارديان" و"نيويورك تايمز"، بعطل غير مسبوق أمس الثلاثاء.
والسبب مشكلة تعرّض لها المزوّد الأميركي لخدمة الحوسبة السحابية "فاستلي"؛ الشركة الأكثر استخدامًا لتوزيع المحتوى في العالم. وقد أظهر موقعها الإلكتروني أن غالبية مناطق تغطيتها واجهت تدهورًا في الأداء.
خسارة سمعة
وتمثّل العطل أساسًا في شبكة توصيل المحتوى وشبكة توزيع المحتوى CDN، وهي شبكة موزَّعة جغرافيًا من الخوادم الوكيلة ومراكز البيانات الخاصة بها؛ وتهدف إلى تأمين توافر وأداء عاليَين عبر توزيع الخدمة مكانيًا بالنسبة للمستخدمين.
وتمكنت "فاسلتي" خلال وقت قصير من إصلاح الخلل، وهي التي تساعد الشركات والمطوّرين على تحقيق الأمان من الهجمات الإلكترونية وتوسّع البنية التحتية للمواقع المشتركة فيها على الشبكة العنكبوتية.
وتستحوذ الشركة منذ نحو سنة على خدمة الأمن السيبراني مقابل 775 مليون دولار. وإذا تبيّن أن من وراء الخلل هجوم على بياناتها ستخسرهم مع سمعة خدماتها، وهي الموكلة بضمان أمن المواقع من أي اختراق لبياناتهم.
الشركة توضح: خلل في البرمجيات
وقالت شركة فاستلي: إن انقطاع خدمة الإنترنت على مستوى العالم كان نتيجة خلل في برمجياتها حدث عندما غيّر أحد عملائها إعداداته.
وأثار العطل الذي حدث أمس الثلاثاء تساؤلات حول اعتماد خدمة الإنترنت على عدد قليل من شركات البنية التحتية.
وقالت الشركة في تدوينة كتبها نيك روكويل، كبير مسؤولي الهندسة والبنية التحتية بالشركة: "كان هذا الانقطاع واسع النطاق وشديدًا، ونأسف حقًا لتأثيره على عملائنا وكل من يعتمد عليهم". وأضاف أنه كان يتعين توقع حدوث المشكلة.
وتشغل "فاستلي" مجموعة من الخوادم الموزعة في مواقع استراتيجية حول العالم لمساعدة العملاء على نقل المحتوى وتخزينه بالقرب من المستخدمين النهائيين بسرعة وأمان.
وأعطت تدوينة الشركة تسلسلًا زمنيًا للأحداث، ووعدت بفحص وشرح سبب الإخفاق في رصد الخلل في البرمجيات.
أسباب عدة للخلل
ويوضح مستشار التحوّل الرقمي وتقنية المعلومات غيث القرشي أن هناك الكثير من المسببات التي قد تقف خلف الخلل الذي حصل بالأمس؛ أحدها تقني، في حالة تحديث الخوادم أو النظام بأكمله، وآخر ناتج عن طريق قرصنة الشركة.
ويشير القرشي في حديث إلى "العربي"، إلى أن قرصنة الشركات التي تقدّم البنية التحتية للمواقع تُصيب المواقع بكثير من البطء أو حتى الشلل الكامل كما حصل بالأمس.
ويلفت إلى أن الكثير من الهيئات الحكومية والخاصة تقوم بالتعاقد مع أكثر من شركة مزوِّدة بالخدمات السحابية تجنبًا لمثل هذا الشلل.