عقد وزراء منظمة الدول المصدّرة للنفط وشركاؤهم في تكتل "أوبك+" اجتماعًا اليوم الأحد، لمحاولة مواجهة وإيجاد سبل درء تراجعات النفط الخام الأخيرة، والتي بلغت 14% منذ اجتماع أبريل/ نيسان الماضي، بما في ذلك إمكانية خفض الإنتاج على خلفية توتر بين موسكو والرياض.
وانضم إلى وزراء الدول الـ13 الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الذين اجتمعوا أمس السبت، في مقر المنظمة في فيينا برعاية السعودية، شركاؤهم العشرة بقيادة روسيا.
وبدأ هذا الاجتماع الثاني في العاصمة النمساوية منذ مارس/ آذار 2020، بعد ظهر الأحد، مع ثلاث ساعات من التأخير عن الموعد المحدد سابقًا.
وقال مصدر مطلع على المناقشات إن تخفيضًا قدره مليون برميل يوميًا طُرح، لكن نتيجة الاجتماع لا تزال غير مؤكدة.
والتزم ممثلو دول "أوبك" الصمت حيال نواياهم لدى وصول الوفود إلى مقر الكارتل، حيث ينتظرهم حشد من الصحافيين.
وفي تصريح لـ "فرانس برس"، قال نائب وزير النفط الإيراني أمير حسين زماني نيا بعد لقاء تمهيدي: "لم تجر مناقشات حول حجم الإنتاج"، مشيرًا إلى أن "كل شيء مطروح على الطاولة" اليوم الأحد.
وقال وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي إنه "يتطلع إلى قرار من شأنه أن يحقق توازن السوق"، بدون أن يضيف أي تفاصيل.
وتحسنّت أسعار النفط خلال الجلستين الماضيتين، لكنها تراجعت منذ الإعلان المفاجئ لأعضاء أوبك بلاس مطلع أبريل/ نيسان عن خفض كبير في حصص الإنتاج.
ولم يؤد هذا الإجراء في الواقع إلى رفع الأسعار في سوق يعاني من كساد بسبب المخاوف من ركود اقتصادي عالمي، ورفع أسعار الفائدة من قبل المصارف المركزية الكبرى والانتعاش البطيء للطلب في الصين مع انتهاء قيود مكافحة كوفيد.
وبلغ سعر برميل برنت نفط لبحر الشمال المرجعي للخام في أوروبا 76 دولارًا للبرميل، بينما يبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط 71 دولارًا، بعيدًا عن الذروة المسجلة في مارس/ آذار 2022 في بداية النزاع في أوكرانيا وبلغت حوالي 140 دولارًا.
خيار مطروح "بقوة"
وسعر البرميل الذي يتجاوز الـ 70 دولارًا، لا يبدو مريحًا لبلدان مثل الجزائر والعراق وليبيا والجزائر فضلاً عن إيران وفنزويلا ونيجيريا، لكنه يبقى ضمن الحدود المقبولة لدول أخرى، ومع ذلك فإن خيار خفض إنتاج التحالف يبقى مطروحًا وبقوة، إن ارتأت موسكو والرياض تحديدًا أنه يصب في صالح أعضاء التكتل.
وقال جوفاني ستونوفو من مجموعة "يو بي أس" لـ"فرانس برس"، إنه في مواجهة الوضع الاقتصادي الصعب "زاد احتمال خفض جديد بشكل كبير".
ويتوقع المحلل الإبقاء على الوضع القائم، لكن محللين آخرين مثل يوسف الشمري من مجموعة "سي-ماركيتس" عدلوا توقعاتهم.
وقال الشمري إنه يتوقع أن "تضغط السعودية من أجل خفض بما لا يقل عن نصف مليون برميل يوميًا".