أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" العثور على خمس عبوات غير منفجرة خبأها "تنظيم الدولة" قبل سبع سنوات داخل جدار مسجد النوري في الموصل الذي يجري ترميمه.
ويُعتبر الجامع أيقونة للتراث العراقي. وفي يونيو/ حزيران 2017، دمّر التنظيم الجامع ومنارته الحدباء بوضع متفجّرات داخله.
ووُجدت العبوات الناسفة داخل الجدار الجنوبي لقاعة الصلاة، و"هي عبوات ضخمة تحوي كل منها متفجّرات تزن 1.5 كيلوغرام، وكانت مُصمّمة لإسقاط المسجد بالكامل"، وفقًا لليونسكو.
وعُثر على المتفجّرات بينما كانت الفرق تُقوم بفحص الجدار، استعدادًا للعمل على تفكيك وإعادة بناء المحراب.
ووفقًا للمنظمة، فقد فكّك مسلحو التنظيم الجدار ووضعوا المتفجّرات ثمّ أعادوا بناءه لإخفائها.
لكنّ المنظمة أوضحت أنّ "الوضع تحت السيطرة تمامًا، ولا يُوجد أي خطر على السكان المحيطين"، مضيفة أنّه "تمّ إبطال مفعول إحداها، لكنّ الأربع الأخرى مرتبطة ببعضها البعض ولم يتمّ نزع فتيلها بعد".
وقالت: "من المقرّر تفكيك العبوات الناسفة في الأيام المقبلة".
وأوضح المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، ردًا على سؤال لوكالة فرانس برس، أنّ "العاملين في صيانة جامع النوري عثروا على مجموعة عبوات متفجّرة من مخلفات داعش داخل الجامع".
وأشار إلى أنّ "خبراء إزالة الألغام في محافظة نينوى (التي تتبعها الموصل)، استعانوا بالجهد العام من وزارة الدفاع، بسبب صناعتها المُعقّدة".
وكإجراء أمني، تمّ تعليق أعمال البناء حتى يتمّ إبطال مفعول القنابل.
تاريخ جامع النوري
وفي صيف 2014 ومن مسجد النوري، أعلن زعيم "تنظيم الدولة" في حينه أبو بكر البغدادي خلال ظهوره العلني الأول، قيام "دولة الخلافة"، بعد أن استولى عناصر التنظيم المتطرّف على مناطق شاسعة في العراق وسوريا المجاورة.
وتمكّنت القوات الأمنية العراقية من هزم التنظيم بعد معارك طاحنة في العراق انتهت في 2017، بدعم عسكري من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وسُمّي جامع النوري نسبة إلى نور الدين الزنكي، موحّد سوريا الذي حكم الموصل لبعض الوقت وأمر ببنائه عام 1172.
وعام 1942، دُمّر المسجد وأُعيد بناؤه كجزء من مشروع تجديد.
وكانت المأذنة الحدباء التي حافظت على بنيتها لمدة 850 عامًا، الجزء الوحيد المتبقّي من المبنى الأصلي.
ومن المتوقّع الانتهاء من أعمال الترميم الحالية في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وفي هذا الإطار، قالت منظمة "اليونسكو": "نحن حقًا في المرحلة الأخيرة من إعادة الترميم، وبذلك يتم محو وصمة داعش تمامًا".
ومن المتوقّع إعادة بناء المئذنة القديمة التي ستبقى متكئة بناء على طلب السكان، باستخدام 45 ألف قطعة من الطوب الطيني تمّ انتشالها من تحت الأنقاض، أي ثلث الهيكل الأصلي فقط.
وفي يناير/ كانون الثاني 2022، اكتشف فريق الترميم أرضيات مصلّى قديم يعود إلى القرن الثاني عشر تحت جامع النوري.