في جريمة، يعتقد أنها قد تكون نقطة اشتعال أخرى بين كييف وموسكو، قُتلت داريا دوغين، ابنة الكاتب الروسي البارز ألكسندر دوغين، الذي يُوصف بأنه "عقل" الرئيس فلاديمير بوتين، في انفجار سيارة بالقرب من موسكو، في ما وصفته السلطات الروسية بأنه "جريمة مدبّرة ومخطّط لها مسبقًا".
وبينما اتهمت الفصائل الأوكرانية الموالية لروسيا كييف بالمسؤولية عن الحادث، ينفي المسؤولون الأوكرانيون تورّطهم في الحادث.
ويشتبه بعض أصدقاء العائلة في أن دوغين الأب كان الهدف الحقيقي.
من هي داريا دوغين؟
داريا هي صحافية ومحللة سياسية تبلغ من العمر 29 عامًا، حيث تتولى رئاسة تحرير موقع "United World International" الإلكتروني، الذي يدعم بشكل علني الحرب الروسية على أوكرانيا.
في الشهر الماضي، فرضت الحكومة البريطانية عقوبات على داريا، باعتبارها "مساهمًا متكررًا وعالي المستوى في المعلومات المضلّلة فيما يتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا عبر العديد من المنصات عبر الإنترنت".
في مارس/ آذار الماضي، أدرجتها الولايات المتحدة على قائمتها للعقوبات التي تشمل النخب الروسية ووسائل الإعلام المضلّلة التي توجّهها الاستخبارات الروسية، ووصفتها واشنطن بأنها "رئيسة تحرير موقع إلكتروني للتضليل باللغة الإنكليزية الذي يملكه يفغيني بريغوزين، الأوليغارشي المعروف باسم طاهي بوتين".
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنه قبل ساعات من وفاتها، استشهدت داريا، في مقابلة مع مذيع روسي، بنظريات صموئيل هنتنغتون وعلماء آخرين لوصف الحرب في أوكرانيا بأنها "صدام لا مفر منه بين الحضارات".
وقالت: "هذه شمولية ليبرالية، هذه فاشية ليبرالية، هذه شمولية غربية".
وأضافت الصحيفة أنه قبل يومين من وفاتها، جادلت في برنامج حواري تلفزيوني حكومي بأن "الرجل الغربي يعيش في حلم؛ حلم حصل عليه من هيمنته العالمية".
وفي مقابلة مع أحد مستخدمي "يوتيوب" الروس في مارس، قالت دوغين الابنة: إن الهوية الأوكرانية تتمركز في الغالب في غرب أوكرانيا، مرجّحة أن يقبل سكان شرق أوكرانيا -بما في ذلك منطقة دونباس- بـ"إمبراطورية أوراسية" من منطلق الدين والهوية.
في أبريل/ نيسان الماضي، جادلت بأن مجزرة بوتشا في كييف كانت "مدبّرة"، مضيفة أنها "حملة تشهير ضد روسيا".
كما شاركت في تأليف كتاب سيصدر قريبًا عن الحرب في أوكرانيا بعنوان "The Z Book"، في إشارة إلى إحدى العلامات المميزة التي انتشرت على الآليات والمدرعات خلال الحرب الروسية على أوكرانيا.
في يونيو/ حزيران الماضي، سافرت إلى مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية بعد أن استولت عليها القوات الروسية. وأخبرت محطة إذاعية روسية تُديرها الدولة أن مصنع الصلب في آزوفستال،كان مليئًا بـ "الشياطين، والطاقة السوداء".
وذكرت "نيويورك تايمز" أن داريا دوغين "لم تكن معروفة جيدًا في روسيا خارج الدوائر القومية المتطرّفة والإمبريالية"، لكن المدونين والمعلقين الذين عرفوها على نطاق واسع وصفوا وفاتها بأنها "مأساة" ودعوا إلى الانتقام لها.
"جريمة مدبرة ومخطط لها" مصرع ابنة الكاتب الروسي #ألكسندر_دوغين المقرب من #بوتين إثر انفجار سيارتها#روسيا @AnaAlarabytv pic.twitter.com/gVDi1HWN0F
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 21, 2022
هل يؤجّج الانفجار حرب أوكرانيا؟
وفي سياق متصل، قال أندري كراسنوف، صديق العائلة، في حديث لوكالة الأنباء الروسية "تاس"، إنه يعتقد أن دوغين الوالد كان هدف الهجوم، أو ربما الاثنين".
وذكر المحققون أن عبوة ناسفة زُرعت أسفل السيارة، وأن "الجريمة مدبّرة ومخطط لها مسبقًا".
ورجّحت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن تكون الحادثة "نقطة اشتعال جديدة" بين كييف وموسكو.
وبعد مقتل داريا، حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من تصعيد روسي بشع للهجمات قبل إحياء عيد استقلال أوكرانيا يوم الاربعاء المقبل، في إشارة إلى أهمية والدها بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي أعقاب الانفجار، ألقى دينيس بوشلين، الزعيم الانفصالي البارز والشخصية الرئيسية في جمهورية دونيتسك الشعبية، على الفور باللوم على أوكرانيا في وفاة داريا دوغين، دون تقديم أي دليل.
ونفى مسؤولون أوكرانيون تورط بلادهم في الانفجار، مشيرين إلى أنه قد يكون نتيجة نزاع داخلي في روسيا.
ورفض أندري يوسوف، المتحدث باسم مديرية المخابرات العسكرية الأوكرانية، التعليق على الحادث لصحيفة "واشنطن بوست"، مكتفيًا بالقول: إن عملية التدمير الداخلي في روسيا قد بدأت، وأن المجتمع الروسي سيلتهم نفسه من الداخل".
في المقابل، قالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية: إذا تبيّن أن أوكرانيا متورّطة في مقتل دوغين، "يجب أن نتحدّث عن سياسة إرهاب الدولة التي ينفّذها نظام كييف".
ونفى رئيس المخابرات في مجلس النواب الأميركي آدم بي شيف علم المجلس بالجهة التي تقف خلف الهجوم، قائلًا: "هناك الكثير من الفصائل والنزاعات داخل المجتمع الروسي، وداخل الحكومة الروسية، ومن الممكن أن يكون شأنًا داخليًا روسيًا"، آملًا أن "لا يكون لأوكرانيا أي علاقة به".
بدوره، كتب ليونيد فولكوف، وهو حليف مقرب لزعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني المسجون، عن الموقع الذي وقع فيه الانفجار: "هذه منطقة أودينتسوفو، هذه هي نقطة الضعف البوتينية. هذا الانفجار يخيف الكثير جدًا جدًا من منظّري الحرب".