الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

دراسة تبحث في بيولوجيا الشيخوخة.. في أي سن تحدث التغييرات الجذرية؟

دراسة تبحث في بيولوجيا الشيخوخة.. في أي سن تحدث التغييرات الجذرية؟

شارك القصة

ترتبط شيخوخة  الإنسان بتزايد مخاطر الإصابة بالأمراض بجميع أنواعها- غيتي
ترتبط شيخوخة الإنسان بتزايد مخاطر الإصابة بالأمراض بجميع أنواعها - غيتي
تشير دراسة حديثة إلى أن منتصف الأربعينيات وأوائل الستينيات هي أوقات التغيير الجذري في شيخوخة الإنسان.

قد يُنظر إلى شيخوخة الإنسان على أنها سلسلة تدريجية من التغييرات، لكن دراسة حديثة نُشرت في مجلة "نيتشر إيجينغ" توصلت إلى أن البشر يتقدمون في العمر بشكل أسرع عند الوصول إلى قمتين حادتين، الأولى في منتصف الأربعينيات والثانية في أوائل الستينيات.

ووفقًا للبحث الجديد حول التغيرات الجزيئية المرتبطة بالشيخوخة، يواجه البشر مرحلتين حاسمتين، واحدة عند متوسط عمر 44 عامًا، والأخرى عند متوسط عمر 60 عامًا.

وبحسب موقع "ساينس أليرت"، يقول عالم الوراثة مايكل سنايدر من جامعة ستانفورد، المؤلف الرئيسي للدراسة: "نحن لا نتغير تدريجيًا بمرور الوقت فحسب، بل هناك بعض التغييرات المثيرة حقًا"، موضحًا أن منتصف الأربعينيات هو وقت التغيير الجذري، وكذلك الحال في أوائل الستينيات.

دراسة بيولوجيا الشيخوخة

ترتبط الشيخوخة بتزايد مخاطر الإصابة بالأمراض بجميع أنواعها. درس سنايدر وزملاؤه بيولوجيا الشيخوخة لفهم أفضل للتغيرات التي تحدث وكيفية التخفيف من هذه الأمراض وعلاجها بشكل أفضل.

ولتحقيق هذه الغاية، قاموا بتتبع مجموعة مكونة من 108 أشخاص بالغين كانوا يتبرعون بعينات بيولوجية كل بضعة أشهر على مدار عدة سنوات.

ولاحظ الباحثون أنه في بعض الحالات، مثل مرض الزهايمر وأمراض القلب والأوعية الدموية، لا يرتفع الخطر تدريجيًا مع مرور الوقت، بل يتصاعد بشكل حاد بعد سن معينة. لذلك، أرادوا إلقاء نظرة فاحصة على المؤشرات الحيوية للشيخوخة لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم تحديد التغييرات ذات الصلة.

وباستخدام عينات من مجموعتهم، قام الباحثون بتتبع ودراسة أنواع مختلفة من الجزيئات الحيوية، تشمل الحمض النووي الريبي (RNA)، والبروتينات، والدهون، وأصناف الميكروبيوم في الأمعاء، والجلد، والأنف، والفم، بإجمالي 135,239 سمة بيولوجية.

وقدم كل مشارك ما متوسطه 47 عينة على مدار 626 يومًا، بينما قدم المشارك الأطول خدمة 367 عينة.

مرحلتان جذريتان

ولاحظ الباحثون تغيرًا واضحًا في وفرة العديد من أنواع الجزيئات المختلفة في جسم الإنسان خلال مرحلتين متميزتين.

وأظهر حوالي 81% من جميع الجزيئات التي درسوها تغيرات خلال إحدى هاتين المرحلتين أو كلتيهما، حيث بلغت التغييرات ذروتها في منتصف الأربعينيات ومرة أخرى في أوائل الستينيات، مع ملامح مختلفة قليلًا.

وأظهرت ذروة منتصف الأربعينيات تغيرات في الجزيئات المرتبطة باستقلاب الدهون والكافيين والكحول، بالإضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية، واختلال وظائف الجلد والعضلات. أما ذروة الستينيات فارتبطت باستقلاب الكربوهيدرات والكافيين، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والجلد والعضلات، وتنظيم المناعة، ووظائف الكلى.

وبحسب الدراسة، تحدث الذروة الأولى في منتصف الأربعينيات، وعادةً ما تتزامن مع بداية انقطاع الطمث أو فترة ما حول انقطاع الطمث عند النساء. ومع ذلك، استبعد الباحثون أن يكون هذا العامل هو السبب الرئيسي، حيث أن الرجال أيضًا خضعوا لتغيرات جزيئية كبيرة في نفس العمر.

"ويشير هذا إلى أنه على الرغم من أن انقطاع الطمث أو فترة ما حول انقطاع الطمث قد يسهم في التغييرات التي لوحظت لدى النساء في منتصف الأربعينيات من العمر، فمن المحتمل أن تكون هناك عوامل أخرى أكثر أهمية تؤثر على هذه التغييرات في كل من الرجال والنساء"، كما يوضح عالم التمثيل الغذائي والمؤلف الأول شياو تاو شين، الذي كان يعمل سابقًا في جامعة هارفارد.

تابع القراءة
المصادر:
ترجمات
Close