الإثنين 30 Sep / September 2024

دراسة تجيب.. كيف أدى نوع من النمل إلى تغيير النظام الغذائي للأسود؟

دراسة تجيب.. كيف أدى نوع من النمل إلى تغيير النظام الغذائي للأسود؟

شارك القصة

بنى نوع محلي من النمل عشه على شجرة الأكاسيا وأصبح المدافع عنها - الأناضول
بنى نوع محلي من النمل عشه على شجرة الأكاسيا وأصبح المدافع عنها - الأناضول
وصول النوع الغازي جعل الفيلة تلحق أضرارًا بالأكاسيا أكثر بخمس إلى سبع مرات مما كانت تتسبب به، مما أدى إلى تقلّص الغطاء الحرجي، بحسب دراسات.

أثبت مجموعة من الباحثين كيف أدى غزو نوع غازٍ من النملاوات الأحادية الخصر إلى تعطيل النظام البيئي الهش لسهول السافانا والعادات الغذائية للأسود في كينيا.

وكانت سهول لايكيبيا الشاسعة في كينيا قبل عقد ونصف مغطاة بالأكاسيا، وهو نوع من الأشجار أوجد في محيطه توازنًا متناغمًا بين مختلف الأنواع. وبنى نوع محلي من النمل عشه على هذه الشجرة، ليصبح المدافع عنها.

ففيما كانت الحيوانات العاشبة المحلية وتحديدًا الفيلة تتغذى على الأكاسيا، إلا أنها أحجمت عن أكل الأكاسيا بسبب لسعات كانت تتلقاها من مستعمرات الحشرات.

ولم يلاحظ أحد هذا النمل "لأنه ليس عدوانيًا تجاه المخلوقات الكبيرة بينهم البشر"، بحسب أحد معدي دراسة نُشرت أمس الخميس في مجلة "ساينس"، وهو الأستاذ في جامعة فلوريدا تود بالمر.

لكن وصول النوع الغازي جعل الفيلة تلحق أضرارًا بالأكاسيا أكثر بخمس إلى سبع مرات مما كانت تتسبب به، مما أدى إلى تقلّص الغطاء الحرجي، بحسب دراسات.

وكان هذا الغطاء عنصرًا أساسيًا في الإستراتيجية التي كانت تعتمدها الأسود في الصيد، إذ بفضل أوراق هذه الأشجار كانت توجِد عنصر مفاجأة، وهو أمر ضروري للإمساك بفرائسها المفضلة المتمثلة بالحمير الوحشية.

خفض هجمات الأسود

وتوصلت الدراسة الحديثة التي أُجريت على مدى ثلاث سنوات في محمية "آل بيجيتا" في كينيا، من خلال مقارنة المناطق التي غزاها النمل الكبير الرأس والمناطق التي لم تواجه ذلك، إلى أنّ وصول النمل الكبير الرأس تسبب بخفض الهجمات المميتة للأسود على الحمير الوحشية بمقدار ثلاث مرات.

كما خلصت إلى تقلّص عدد الأسود بسبب نقص في غذائها، وتكيفّ هذه الحيوانات مع الوضع من خلال اعتماد فرائس جديدة هي الجواميس. لكنّ الجاموس يتطلب جهدًا إضافيًا من الأسود لأن الإمساك به مسألة صعبة.

ويتمثل "السؤال في النتيجة التي ستُسجَّل مستقبلًا" في حال حصل أي تطوّر جديد، إذ إن عدد الأسود في المنطقة انخفض كثيرًا ووصل إلى مئة بعدما كان نحو ألفين، كما أن التغيير في النظام الغذائي للأسود يمكن أن يحدث سلسلة غير متوقعة من العواقب.

وحتى باعتبار أنّ "الطبيعة ذكية" والأسود تجد إستراتيجية تكيّف فاعلة راهنًا، فإن النمل كبير الرأس يمكن أن يتسبب بمشاكل لأنواع أخرى تعتمد على أشجار الأكاسيا، كالزرافات أو وحيد القرن الأسود المعرض للانقراض، بحسب الدراسة.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close