الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

دراسة تحذر.. النفايات الفضائية قد تضعف المجال المغناطيسي للأرض

دراسة تحذر.. النفايات الفضائية قد تضعف المجال المغناطيسي للأرض

شارك القصة

تخرج المركبات الفضائية من مدارها بعد انتهاء مهمتها في الفضاء وتحترق في الغلاف الجوي- إكس
تخرج المركبات الفضائية من مدارها بعد انتهاء مهمتها في الفضاء وتحترق في الغلاف الجوي - إكس
تشير دراسة جديدة إلي أن الغبار الذي يتناثر جراء احتراق المركبات الفضائية في الجو بعد انتهاء مهماتها قد يضر بالغلاف المغناطيسي للأرض.

تشير دراسة جديدة مثيرة للجدل إلى أن "غبار المركبات الفضائية" الناتج عن احتراق الأقمار الصناعية القديمة في الغلاف الجوي للأرض يمكن أن يضعف المجال المغناطيسي لكوكبنا، بحسب موقع "لايف سينس".

ففي أسوأ السيناريوهات قد يؤدي التوسع غير المقيد للأقمار الصناعية التجارية التي تدور حول الأرض إلى توليد ما يكفي من الغبار المغناطيسي لقطع الدرع الواقي لكوكبنا إلى النصف، مما قد يؤدي إلى كوارث الأقمار الصناعية و"تجريد الغلاف الجوي"، وفق ما نقل موقع "لايف سينس" عن مؤلفة الورقة. 

وفي المقابل، يشكك باحثون آخرون في ادعاءات الورقة، رغم أنهم يتفقون على وجود "حاجة ملحة لتحديد حجم المشكلة".

احتراق المركبات يولد الغبار الملوث

وتمثل الأقمار الصناعية الخاصة الموجودة حاليًا في المدار صداعًا سريع النمو لعلماء الفلك بسبب احتمال التداخل مع التلسكوبات الراديوية، فضلًا عن زيادة خطر الاصطدام بالمركبات الفضائية الأخرى. لكن التهديد الحقيقي الذي تشكله قد يكون ما يحدث لهذه الأقمار عند خروجها عن الخدمة. 

فعندما تنتهي المركبات الفضائية من مهمتها، يخرج معظمها من مدارها ويحترق في الغلاف الجوي للأرض. ومع ذلك، عندما تخمد النيران تتناثر المركبات الفضائية المحتضرة في الغلاف الجوي العلوي.

وبحسب "لايف سينس"، ففي الورقة النظرية الجديدة اقترحت سييرا سولتر-هانت، مرشحة الدكتوراه في جامعة أيسلندا، أن غبار المركبة الفضائية هذا قد يضر بالغلاف المغناطيسي في الغلاف الجوي، وهو جزء من المجال المغناطيسي للأرض يمتد إلى الفضاء ويحمي الغلاف الجوي من الإشعاع الشمسي.

وتعرب سولتر-هانت عن قلقها من تطور مجموعات الأقمار الصناعية العملاقة كما هو مخطط لها، حيث أن كمية الغبار التي تطلقها قد تخلق درعًا مغناطيسيًا. 

ولا يوجد حاليًا طريقة لمراقبة كمية غبار المركبات الفضائية في الغلاف الجوي، ولكن استنادًا إلى كمية النفايات الفضائية التي احترقت بالفعل عند العودة إلى الغلاف الجوي، يرجح أن كمية الجسيمات المعدنية في السماء زادت بمقدار مليون مرة منذ بداية صناعة الفضاء، بحسب هانت. 

وقدرت شركة سولتر-هانت أن ما بين 500 ألف إلى مليون قمر صناعي خاص يمكن أن يدور حول كوكبنا في العقود المقبلة. 

التدريع المغناطيسي

وتشرح سولتر هانت أنه في حال اشتعلت النيران في جميع هذه الأقمار الصناعية المقترحة، فإن الغبار الناتج عن المركبات الفضائية قد يخلق "شبكة موصلة مثالية حول كوكبنا" يمكن أن تكون قادرة على حمل شحنة كهربائية. 

وأضافت أنه إذا حدث ذلك، فإن الغلاف المغناطيسي، الذي يمتد عادة آلاف الأميال في الفضاء، سوف "يتشوه ". 

يعرّض انخفاض المجال المغناطيسي الأقمار الصناعية لمستويات عالية من الإشعاع والعواصف الشمسية- إكس
يعرّض انخفاض المجال المغناطيسي الأقمار الصناعية لمستويات عالية من الإشعاع والعواصف الشمسية- إكس

وتوضح سولتر-هانت أن انخفاض المجال المغناطيسي يمكن أن يعرّض الأقمار الصناعية لمستويات عالية من الإشعاع والعواصف الشمسية، مما قد يؤدي إلى إخراجها من الفضاء.

وقالت: "إنها معضلة حقيقية لشركات الأقمار الصناعية". وأضافت: "من الممكن أن يقوموا بإضعاف الغلاف المغناطيسي بما يفعلونه، وهذا بدوره يعرضهم للخطر". 

ولكن حتى لو لم يتقلص الغلاف المغناطيسي، فإن المستويات المتزايدة من غبار المركبات الفضائية قد تصعب على الصواريخ إطلاق أقمار صناعية جديدة ومركبات فضائية أخرى إلى الفضاء، وذلك بسبب تداخل الجزيئات المغناطيسية مع الإلكترونيات الموجودة على متن هذه المركبات.

السيناريو الأسوأ

وأشارت سولتر-هانت، إلى أن السيناريو الأسوأ المحتمل هو أن تبدأ المستويات المتزايدة من الإشعاع في تفجير الحواف الخارجية لغلافنا الجوي، وهي ظاهرة تُعرف باسم "تجريد الغلاف الجوي"، والتي تحدث بشكل طبيعي على كواكب مثل المريخ وعطارد.

وقالت: "هذه ستكون الحالة الأكثر تطرفًا"، وقد يستغرق حدوثها قرونًا، إن لم يكن آلاف السنين.

وإذ يثني بعض الباحثين على الورقة الجديدة تسليطها الضوء على المشكلات المحتملة الخفية لغبار المركبات الفضائية، نقلت "لايف سينس" عن جون تاردونو، عالم الكواكب وخبير الغلاف المغناطيسي في جامعة روتشستر في نيويورك قوله: "إنه حتى في ظل كثافات غبار المركبات الفضائية التي تمت مناقشتها، فمن غير المحتمل وجود غلاف موصل مستمر مثل الدرع المغناطيسي الحقيقي".

وأضاف: "إن بعض الافتراضات الواردة في الورقة هي أيضًا بسيطة جدًا ومن غير المرجح أن تكون صحيحة".

كما أن عدد الأقمار الصناعية المحتملة التي تدور حول الأرض في المستقبل "يبدو مبالغًا فيه"، بحسب فيوناج تومسون، زميل البحث في جامعة دورهام في إنكلترا والمتخصص في أخلاقيات الفضاء. 

واعتبر تومسون أن هذا البحث عبارة عن "تجربة فكرية مثيرة للاهتمام"، ولكنه لم يحدد بشكل واضح كيفية تسبب غبار المركبات الفضائية في حدوث هذه المشاكل، وقال: "لا ينبغي تمرير أن هذا ما سيحدث".

تابع القراءة
المصادر:
ترجمات

الدلالات