اضطرت حسابات متاجر "زارا" الشهيرة للألبسة أن تحذف صورة من حملة دعائية، لتشكيلة ألبسة جديدة، أمس السبت، بعدما أثارت غضبًا واسعًا بين الناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية حول العالم.
وكانت حسابات "زارا" قد نشرت صورة لعارضة ترتدي زيًا جديدًا من إصداره، وهي تحمل مجسم امرأة بالكفن الأبيض، الأمر الذي اعتبره العديد من الناشطين أنه مستوحى من المشاهد المروّعة والمؤلمة، لسكان قطاع غزة، الذين يواجهون عدوانًا إسرائيليًا مستمرًا منذ أكثر من شهرين.
وجاءت إعلانات "زارا" الجديدة، وسط المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 17700 شهيد فلسطيني معظمهم نساء وأطفال.
دعوات للمقاطعة
وسرعان ما تعرضت "زارا" لدعوات مقاطعة من الناشطين حول العالم، الذين اعتبروا الحملة الدعائية الجديدة سيئة من حيث التوقيت والشكل، وسط استشهاد آلاف النساء في غزة، فقد قال الناشط عمر من غزة على منصة "إكس" معلقًا على الدعاية: "عزيزي زارا ، لست فقط رخيصًا وقبيحًا فحسب، بل أنت مقرف جدًا، ولن نسامحك أو ننسى، الأمر يدعو للاشمئزاز".
وأضاف مطالبًا الناشطين: "قاطعو زارا، وأتمنى أن تغلقوا كل متجر لديه في بلادكم، فهو رديء، ورخيص، وعديم الفائدة".
ولم تكن الصور الأخرى التي استعملها "زارا" ببعيدة عن الانتقادات، إذ أظهرت تلك الصور، العارضة نفسها، وعارضين آخرين يخرجون من ركام وجدران متصدعة، ما دفع الناشطين إلى اعتبار ذلك دليلًا قاطعًا بأن المتجر الشهير استوحى حملته من معاناة الفلسطينيين في غزة التي تحتل شاشات العالم.
"سخرية"
ورغم أن "زارا" حذف صورة العارضة الحاملة للكفن الأبيض، إلا أنه أبقى على صور الأزياء الجديدة والدمار، ما عزز دعوات المقاطعة له، حيث قالت الناشطة سماح فاضل: "من المستحيل أن يكون هذا القرف المريض غير مقصود".
ومع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، تزايدت الدعوات العربية والدولية لتكثيف المقاطعة الاقتصادية والثقافية والأكاديمية، التي تهدف إلى حث الشركات العالمية على سحب دعمها لإسرائيل ومساهمتها المباشرة وغير المباشرة في عدوانها على غزة وبقية الأراضي الفلسطينية.
وعلق الناشط التركي سايد إكران بالقول: "لا! هذا كثير للغاية! لا يمكننا أبدًا أن نقبل هذا ونسميه محض صدفة، فقد قامت ZARA بمشاركة هذه الصور وإزالتها بعد ردود الفعل. ZARA لديها العشرات من المتاجر في تركيا، يجب أن نحتج أمامها".
وأضاف: "بينما يُذبح الناس ولا يستطيعون حتى العثور على الأكفان، فإن ما فعلته الشركة هو السخرية منهم علانية، دعونا نقوم بمقاطعة قوية لشركة الملابس العالمية هذه حتى يخرجوا من تركيا".