انطلقت القمة العربية الإسلامية في الرياض، اليوم الإثنين، لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، وذلك برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبحضور قادة وزعماء العالمين العربي والإسلامي.
ودعا ولي العهد السعودي في كلمة افتتاح أشغال القمة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة ولبنان، منددًا في الوقت ذاته بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في القطاع.
إدانة الإبادة الجماعية في غزة
كما دعا الأمير محمد بن سلمان المجتمع الدولي إلى "النهوض بمسؤولياته لحفظ الأمن والسلم الدوليين، والوقف الفوري للهجمات الإسرائيلية على الأشقاء في فلسطين ولبنان".
وقال في كلمته: "تنعقد هذه القمة في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية الآثمة على الشعب الفلسطيني واتساع نطاق الاعتداءات على الأراضي اللبنانية".
وأضاف: "تجدد المملكة رفضها وإدانتها القاطعة للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل"، مؤكدًا "رفض انتهاك سيادة لبنان".
وشدد على رفض الانتقاص من دور السلطة الفلسطينية، مؤكدًا على مواصلة جهود إقامة الدولة المستقلة، كما شجب منع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وإعاقة المنظمات الإغاثية من تقديم المساعدات في غزة.
وتأتي هذه القمة "امتدادًا للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي عُقدت في الرياض في 11 نوفمبر/ تشرين 2023"، وفق بيان للخارجية السعودية الأحد.
ومن المتوقع أن تناقش القمة اتخاذ قرارات ملموسة، لمتابعة تنفيذ القرارات المتخذة في قمة 2023، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية ولبنان، ودول أخرى في المنطقة.
فلسطين ولبنان
من جانبه، رأى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته أن المجتمع الدولي فشل في وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ولفت عباس إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية تتواصل بالدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة. وطالب الرئيس الفلسطيني بتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة والانسحاب الإسرائيلي التام وعودة النازحين.
كما دعا مجلس الأمن والجمعية العامة لتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة ما لم تلتزم بالقانون الدولي.
وقال عباس:" ندعو لتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي يطالب بفرض عقوبات على إسرائيل، ووقف الاحتلال والاستيطان خلال عام واحد".
من جانبه، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، التزام بلاده بالقرار 1701 ونشر الجيش اللبناني في مناطق جنوب البلاد.
ولفت في كلمته أمام القمة العربية الإسلامية إلى أن "الأضرار والخسائر المادية للعدوان الإسرائيلي قدرت بأكثر من 8 مليارات دولار".
وقال: "نحن بصدد إنشاء صندوق تمويلي لإعادة إعمار لبنان من خلال مساهمات الدول الشقيقة". وكشف أن عدد الضحايا تجاوز أكثر من 3200 شهيد وأكثر من 14 ألف جريح بفعل العدوان الإسرائيلي.
ميقاتي قال إن "أزمة تاريخية مصيرية غير مسبوقة" تعصف ببلاده، وطالب المجتمع الدولي بمواصلة إرسال المساعدات إلى لبنان، كما دعا إلى "الامتناع عن التدخل في شؤونه الداخلية، عبر دعم هذه الفئة أو تلك، بل دعم لبنان الدولة والكيان".
"الوقوف ضد تصفية القضية الفلسطينية"
أما العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني فقال: إن "الحرب على الأبرياء في المنطقة يجب أن تتوقف"، ودعا في القمة إلى "تكثيف الجهود فورًا لكسر الحصار عن قطاع غزة ووقف التصعيد في الضفة الغربية".
كما شدد ملك الأردن على أهمية "دعم سيادة لبنان وأمنه ووقف الحرب عليه وتوفير احتياجات الشعب اللبناني كافة".
وحذر من توسع الحرب في المنطقة، قائلًا: "هذه الحروب يجب أن تتوقف فورًا، لنحمي الأبرياء، وننهي الدمار، ونمنع دفع المنطقة نحو حرب شاملة، سيدفع الجميع ثمنها".
أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فقد دعا بدوره إلى الوقوف ضد جميع المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية. واعتبر أن الشرط الضروري لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال الرئيس السيسي: "نقولها بمنتهى الصراحة: إن مستقبل المنطقة والعالم، أصبح على مفترق طرق، وما يحدث من عدوان غير مقبول على الأراضي الفلسطينية واللبنانية، يضع النظام الدولي بأسره على المحك".
كلمة الرئيس أردوغان
وألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كلمة أرجع فيها "الحالة الصعبة التي آلت إليها الأوضاع في غزة إلى عجز الدول الإسلامية، على عكس دول غربية تقدم إلى إسرائيل سائر أنواع الدعم".
وقال أردوغان: "بينما تقدم حفنة من الدول الغربية كل أنواع الدعم لإسرائيل، تعجز الدول الإسلامية عن إبداء رد فعل، وهو ما أوصل الوضع (في غزة) إلى هذا المستوى".
وأكد استعداد تركيا لتنفيذ كل المقترحات الملموسة والواقعية "التي من شأنها أن تجعل حكومة نتنياهو تشعر بأن احتلال الأراضي الفلسطينية له تكلفة".
وأردف أردوغان: "علينا تشجيع أكبر عدد ممكن من الدول للانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية".
وأشار إلى إرسال تركيا أكثر من 84 ألف طن من المساعدات إلى غزة حتى الآن، وأعرب عن استعدادها لإرسال المزيد عندما تزول العوائق.
ولفت إلى أن "إسرائيل لا تطيق حتى إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وتترك المساعدات المرسلة تنتظر في مصر منذ أشهر".