عندما وصل الطالب السوداني خالد عبد المنعم إلى جامعة الخرطوم لم يتوقع أن تصبح في ذلك اليوم مدفنًا له.
ففيما قيل إن رصاصة طائشة أصابته في مقتل أمام معهد اللغات الصينية في كلية الآداب، لم يجد زملاؤه حلًا سوى دفنه في حرم الجامعة بعدما حوصروا داخلها جراء الاشتباكات التي تشهدها العاصمة.
فمن سوء حظ كل من خالد وزملائه وقوع الجامعة بالقرب من القيادة العامة للجيش السوداني، التي تشهد مواجهات مسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع، الأمر الذي حوّل عشرات الطلاب إلى محتجزين بين أسوارها.
وقد قيل إن سيارة الإسعاف لم تصل إلى المكان، وإن أفراد الهلال الأحمر لم يتمكنوا من الوصول لنقل الشاب.
في البداية، نشرت رابطة طلاب كلية الآداب أن جثمان الطالب السوداني خالد عبد المنعم المعروف في الجامعة بـ"الطقيع" لم يدفن حتى الآن.
وبعد ساعات من الانتظار، لم يجد زملاؤه من حل سوى دفنه في حرم جامعة الخرطوم، التي قضى فيها سنوات عدة، بعد إذن من أسرته وموافقة الإدارة.
حزن على الطالب السوداني خالد عبد المنعم
وتسبب خبر مقتل الطالب السوداني خالد عبد المنعم بحالة من الحزن الشديد على وسائل التواصل الاجتماعي.
ووصف صانع المحتوى السوداني يوسف السمندل مقتله وصعوبة إجلاء الطلاب بالمأساة الإنسانية الكبرى.
وتحدث عن عدم وجود فرق إنقاذ ولا سيارات إسعاف ولا مسارات إنسانية آمنة، وكذلك عن عدم السماح لمنظمات الإنقاذ والطوارئ الداخلية والدولية بالعمل، بحسب رأيه.
من جانبه، أكد صديق أن جامعة الخرطوم احتوت خالد عبد المنعم حيًا، وهو الذي كان يقضي جل وقته فيها، وهي تحتويه الآن ميتًا.
ونشر بعض زملاء خالد عبد المنعم مقطعًا مصورًا يظهر تكريمه في الجامعة قبل نحو شهر من وفاته.