لا تكاد العين تخطئ النظر في مسألة الإفلات من العقاب في النزاع الدائر في السودان. فمنذ الأسابيع الأولى، قُتل المدنيون ولم تتوانَ الأطراف عن نشر مشاهد القتل والسحل.
وفي أحدث تقاريرها، تقول صحيفة الغارديان البريطانية إن قوات الدعم السريع تمجّد إساءة معاملة الأسرى وحرق المنازل، وينشرون الأدلة بأنفسهم بقليل من الخوف من العواقب.
وفي أوقات سابقة، حذرت منظمات حقوقية دولية من مسلك طرفَي النزاع في التعامل مع حقوق الأسرى، وأيضًا مع قضية حماية المدنين في مناطق القتال أو في مواقع سيطرة تلك القوات.
سحل جثث وانتهاكات
ولفتت منظمة الأمم المتحدة وهيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية وأجسام حقوقية محلية في السودان، إلى حادثة مقتل والي إقليم غرب دارفور خميس أبكر في حينها العام الماضي.
كما أشارت منظمات إلى واقعة سحل جثة القائد الميداني لقوات الدعم السريع في الفاشر علي يعقوب الشهر الماضي.
وسلّط ناشطون الضوء في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، على انتهاكات تقوم بها القوات المشتركة المؤلفة في غالبها من قوات العدل والمساواة وحركة تحرير السودان، اللتين يشغل قادتهما مناصب عليا في الدولة حاليًا.
وتسرّبت معلومات عن التعذيب الذي تمارسه تلك القوات.
مع ذلك، يبقى الإفلات من العقاب عنوانًا عريضًا في حرب السودان. فمع ما شهده إقليم دارفور وولاية الجزيرة، يشكك كثيرون في تصريحات قادة الطرفين عن توجيه الأوامر للقوات بالتزام حماية المدنيين، الذين تكذب جثثهم تلك الوعود.