أكدت تحقيقات صحافية أن الجيش الإسرائيلي استخدم "بروتوكول هانييال" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي؛ ما أدى إلى مقتل إسرائيليين خلال عملية "طوفان الأقصى".
ففي 7 أكتوبر 2023، اخترق أفراد من حركة حماس الشريط الفاصل مع إسرائيل، وهاجموا وقتلوا عناصر من الجيش الإسرائيلي، واحتجزوا رهائن آخرين.
وبعد سويعات قليلة، بدأ الجيش الإسرائيلي تنفيذ هجوم مضاد لدفع حماس إلى التراجع.
تحقيقات تكشف استخدام الاحتلال "بروتوكول هانييال"
وفي التفاصيل، أوردت صحيفة "هآرتس" العبرية أن أمرًا صدر عن الجيش حينها بتطبيق بروتوكول هانيبال، وهو بروتوكول يستخدمه الجيش لمنع أسر جنوده حتى ولو تطلب الأمر قتلهم، واستشهدت الصحيفة بأوامر تلقاها عناصر الجيش الإسرائيلي خلال المعركة.
ومع بدء الرد الإسرائيلي، كانت للجيش أهداف عدة، أهمها حسم معركة الغلاف والقضاء على مقاتلي حماس في وقت قياسي، وتحرير الرهائن من قبضتها.
ووفق الجيش الإسرائيلي، فإن عدد قتلى عملية السابع من أكتوبر بلغ نحو 1100 قتيل إسرائيلي.
وشاركت في العمليات الإسرائيلية كتائب للجنود الإسرائيليين والشرطة دباباتهم مع سلاح الجو من مسيرات وطائرات هليكوبتر، وتوثق الأرقام تنفيذ 28 طائرة هليكوبتر فقط مئات من الغارات ضد أهداف مختلفة في الكيبوتسات.
من جهتها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن طيارين في سلاح الجو تأكيدهم استهداف مركبات وآليات لحماس بكميات هائلة من القذائف والصواريخ خلال عودتها إلى غزة وعلى متنها محتجزون إسرائيليون.
وفي السياق، أطلع قائد دبابة القناة 13 الإسرائيلية قصفه مركبة، وهو على علم بإمكانية وجود زملاء له داخلها، مؤكدًا أنه أراد إيقاف عملية الاختطاف مهما كان الثمن.
وكتب الصحافي الإسرائيلي رونين بيرغمان في "يديعوت أحرونوت"، أن الجيش أمر باستخدام بروتوكول هانيبال في السابع من أكتوبر، ولكن دون تسميته.
ويسلط تحقيق بيرغمان الضوء على تعرض أكثر من 70 مركبة للاستهداف جراء غارات إسرائيلية.
من جهتها، تؤكد "هآرتس" إصدار الجيش أوامر باستهداف مجموعات إسرائيلية احتجزت في 3 مواقع مختلفة.
إلى ذلك، أشار تحقيق لشبكة "إي بي سي" الأسترالية أيضًا إلى أن الجيش الإسرائيلي وفي عمليتين منفصلتين، واحدة في كيبوتس نير عوز والأخرى في بئيري، أمر باستهداف منازل وقتل من فيها من عناصر حماس ومحتجزين، فقتل في العملية الأولى محتجزًا على الأقل وأكثر من 10 آخرين في الثانية.
بدورها، نقلت إذاعة "كان" الإسرائيلية عن محتجزة سابقة في كيبوتس بئيري قولها إن حماس كانت ترغب في التفاوض مع الجيش بشأن الرهائن، واتهمت جنوده بإطلاق الرصاصة الأولى وقتل المحتجزين.
حماس: دليل جديد على كذب إسرائيل
وتعليقًا على نتائج التحقيق، قالت حماس، عبر بيان الأحد، إنه "تأكيد جديد يُضاف للتقارير الكثيرة التي صدرت وأكدت قيام جيش الاحتلال بقتل عشرات المستوطنين في إطار نهجه الإجرامي".
حماس، أضافت أن تحقيق "إيه بي سي"، "دليلٌ آخر على كذب رواية الاحتلال والتضليل والخداع الذي يمارسه للتغطية على فشله وإخفاقه وتخبطه في ذلك اليوم، والذي تسبب بقتل العشرات من مواطنيه تحت ذريعة وخوف أن يتعرضوا للأسر على أيدي المقاومة".
وتابعت: "أمام هذا التحقيق، نؤكد من جديد بأن الرواية الصهيونية الكاذبة حول أحداث السابع من أكتوبر، هدفت لشيطنة المقاومة وشعبنا الفلسطيني لتبرير حرب الإبادة ضد قطاع غزة".
واستطردت حماس: هذا "تأكيد على أن مجرم الحرب (بنيامين) نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) وجيشه النازي لم يكترثوا لمواطنيهم الذين طالهم رصاص جيشهم، وهو ما يستمر تطبيقه لإفشال فرص إنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل للأسرى".
ودعت المجتمع الدولي إلى "وقف الإبادة الجماعية التي تُرتكب في قطاع غزة، ومحاسبة المجرم نتنياهو وقادة الاحتلال على جرائمهم المتواصلة بحق الأطفال والمدنيين العزّل".