في استمرار لمسلسل ضرب المناطق السكنية والمخيمات في غزة، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت متأخر من ليلة أمس مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع.
وفي حين أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" باستشهاد نحو 51 شخصًا من سكان المخيم، قال مراسل "العربي" في القطاع: إن العشرات من سكان المخيم ما يزالون تحت الأنقاض.
ونقل مراسلنا باسل خلف من وسط المخيم المدمّر عن أحد شهود العيان أنه كان في منطقة قريبة بداخل منزله وسمع صوت القصف وخرج ليرى نيران كبيرة، موضحًا أنها دمرت نحو عشرين منزلًا على الأقل.
وبينما أشار إلى أحد البيوت المدمرة، قال إنها تضم فوق الأربعين شخصًا. وأضاف أنهم انتشلوا ثلاثة أشخاص في حين سقطت في الجوار بناية من خمسة طوابق تدمرت فوق بعضها ولم ينجحوا في إخراج أي شخص من تحتها.
استهداف مستمر للمناطق السكنية
ونقلت عدسة "العربي" مشاهد لمتطوعين في جهة أُخرى من المخيم وهم يحاولون الوصول إلى أشخاص يمكن إنقاذهم من تحت الأنقاض أو حتى انتشال جثثهم، على الرغم من كون نسبة الوصول إلى أحياء تعادل الصفر، وفق مراسلنا.
هذا في حين قال متطوع يسكن في مربع آخر من المخيم لـ"العربي": إنهم لا يُخرجون من تحت الأنقاض سوى أشلاء ولا يجدون أحياء أبدًا.
وأضاف أحد سكان المخيم أن الاحتلال يستهدف مجددًا منطقة سكنية لا يوجد فيها أحد من المقاومين. وقال إنهم أخرجوا نحو خمسين شهيدًا في حين يوجد تقريبًا نحو 150 شهيدًا تحت الأنقاض وأكد على أن جهاز الدفاع المدني بإمكانيته المتواضعة لا يقدر على انتشال كل الشهداء من تحت الأنقاض.
ولفت إلى أن الاحتلال طلب منهم ترك المناطق الشمالية من القطاع والذهاب إلى المناطق الجنوبية والوسطى لكنه واصل قصفهم في وسط القطاع بعد اللجوء إليه.
وكان المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة قد قال في بيان مقتضب على منصة فيسبوك: "عدد كبير من الشهداء والجرحى نتيجة مجزرة المغازي. تكدس أعداد كبيرة من الإصابات الخطيرة على الأرض في قسم الطوارئ".
وأضاف البيان: "غالبية شهداء وجرحى مجزرة المغازي من الأطفال والنساء".
من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان في وقت سابق: "يرتكب الاحتلال الصهيوني مجزرة جديدة في مخيم المغازي، يرتقي فيها نحو 33 شهيدًا ومئة إصابة جلّهم من الأطفال والنساء بقصفه منازل المواطنين بشكل مباشر".
