عام 2021، كشف باحثون يابانيون عن دواء يقضي على الخلايا المسؤولة عن الشيخوخة في جسم الإنسان، ويُمكن أن يُطيل عمر الإنسان إلى مئتي عام.
لكن موقع "ثريد" المتخصّص في العلوم والتكنولوجيا تساءل، في تقرير نُشر بداية يوليو/ تموز الحالي، عمّا إذا كان الإنسان العادي يرغب فعلًا في إطالة عمره، وما إذا كان الكوكب بموارده المحدودة، يتحمّل عددًا كبيرًا من الأشخاص الذين يعيشون لمئتي عام.
ونشر عالم الأحياء الحاسوبية البريطاني الدكتور أندرو ستيل كتابًا جديدًا عن طول عمر الإنسان، مشيرًا إلى أن الأبحاث في مجال الأدوية المضادة للشيخوخة (senolytics)، تُظهِر بالفعل نتائج واعدة، ويمكن أن تصبح متاحة في السوق في غضون العقد المقبل.
ووفقًا للموقع، فان الدواء سيدمّر "خلايا الزومبي"، المعروفة علميًا باسم "الخلايا الشائخة"، التي تتوقّف عن الانقسام خلال حياة الانسان، وتتراكم داخل الأجسام، وفي النهاية تُطلق مركَّبات تسرّع من عملية الشيخوخة.
وفي تجربة عام 2020، أظهرت الفئران التي أُعطيت الدواء تحسنًا في وظائفها البدنية، وصحتها، وامتد عمرها. وبالنظر إلى أن وظائف الجينات في البشر والفئران متطابقة تقريبًا، يعتقد كثيرون أنه يمكننا جني الفوائد نفسها.
من يرغب في إطالة عمره؟
أوضح موقع "ثريد" أن الذين يعبّرون صراحة عن رغبتهم في العيش لمدة أطول هم من بين الأغنى في العالم، ويتمتّعون بالفعل بنوعية حياة مميزة ومريحة ومرفّهة للغاية مقارنة بمعظم الأشخاص الآخرين.
ويُعتبر الملياردير الأميركي جيف بيزوس، أبرز مثال على ذلك، حيث استثمر مؤخرًا جزءًا كبيرًا من ثروته في تطوير تكنولوجيا إعادة برمجة الخلايا لمكافحة الشيخوخة.
وأضاف الموقع أنه فيما يخص بقيتنا نحن البشر العاديين، قد تبدو فكرة إضافة مئة عام إلى عمرنا وكأنها قبول بمواسم إضافية من المعاناة، في وقت تزداد فيه الأمور سوءًا من تزايد عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية، وتدهور النظم البيئية الطبيعية، وتغيّر المناخ.
وسأل: "بما أن الغالبية من البشر لم يُصبحوا، ومن المرجّح أنهم لن يصبحوا أبدًا من أصحاب المليارات أو الملايين، فهل العيش حتى سن 200 أمر معقول؟ هل هو أمر قابل للاستدامة؟ وما هو حتى سن التقاعد عندما تستمر الحياة لمدة قرنين من الزمان؟".
هل يمكن للأرض أن تتحمّل؟
وأوضح الموقع أن 3.3 مليارات من الأشخاص معرّضين بشدة لتغير المناخ؛ وهو رقم من المتوقع أن يرتفع خلال العقود المقبلة. وتقدّر منظمة الصحة العالمية أنه بين عامي 2030 و2050، ستؤدي ندرة الغذاء والمرض وإجهاد الحرارة الناجم عن المناخ إلى وفاة 250 ألف شخص إضافي أو أكثر سنويًا.
في المقابل، وفي خضم هذه التقديرات المروّعة، يتَّخذ قادة العالم والشركات خطوات بسيطة لإبطاء احترار الكوكب.
وبمرور الوقت، يقترب عدد سكان العالم من 8 مليارات نسمة؛ علمًا أن العديد من العلماء يعتقدون أن السعة القصوى للأرض تتراوح بين 9 و10 مليارات نسمة، بناءً على حسابات توافر الموارد.
وبالحديث عن الموارد، يعيش 698 مليون شخص، أي 9% من سكان العالم، تحت خط الفقر، ويكسبون حوالي 1.89 دولارات أميركية في اليوم. وعندما تكون الحياة اليومية مجرد مسألة بقاء للكثيرين، فما الذي سيحدث عندما تبدأ النخبة في المطالبة بأشياء مثل الماء والغذاء والطاقة تكفي لقرنٍ آخر؟
علاوةً على ذلك، من غير المحتمل أن تحصل الجماعات المحرومة اجتماعيًا واقتصاديًا على إمكانية الوصول إلى عقارٍ يتحدّى العمر في المقام الأول، وهو ما يمثل عددًا قليلًا من المعضلات الأخلاقية الخطيرة الأخرى.
واعتبر الموقع أنه "إذا تمّ استخدام الدواء لمنع التدهور العام للصحة في أيامنا الأخيرة، ولجعل الحياة أكثر متعة بدلًا من تمديدها ككل، فربما يكون ذلك أكثر جاذبية".