رافق فريق "العربي" المدنيين إلى داخل أحد الملاجئ، لحظة دوي صافرات الإنذار في مدينة دنيبرو جنوب شرقي أوكرانيا في اليوم الخامس من الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، حيث كشف المراسل صابر أيوب أن سبب طلب السلطات المحلية من السكان الولوج إلى الملاجئ، قد يرجع إلى رصد محتمل من رادارات المراقبة في المدينة لطائرات روسية.
وتعدّ دنيبرو محورًا مهمًا يربط ماريوبول في الجنوب الشرقي والطريق المؤدية إلى العاصمة كييف، وبطبيعة الحال يكون مرور الطائرات المعادية بسماء هذه المدينة أمرًا متوقعًا، إلا أن السلطات تعمل على إطلاق صافرات الإنذار لتحذير السكان عند رصدها تخوفًا من عمليات قصف محتملة من الجيش الروسي.
فبحسب ما تظهر اللقطات تتزاحم مداخل المباني المخصصة كملاجئ عند دوي صافرات الإنذار، بينما يشير الموفد إلى دنيبرو أن معظم الموجودين هناك هم من المتطوعين الذين يتابعون كل ما قد يحتاجه الجيش الأوكراني في المنطقة.
والاستعدادات العسكرية والمدنية جارية بالتوازي، تحضرًا لأي اجتياح روسي بري ولا سيما أن القوات الروسية باتت قريبة جدًا منها والقصف جارٍ على تخومها الشرقية، وتتزايد التكهنات بقرب وصول الغارات إلى دنيبرو.
أما داخل المراكز المخصصة لاحتواء المدنيين في المدينة، فتوفر السلطات بعض المواد الغذائية الأساسية ومياه الشرب، كما يرافقهم عناصر مسلحة من الجيش الأوكراني إلى الطوابق السفلية لتأمين حمايتهم وتسهيل أمورهم.
وخصصت البلديات والحكومة الأوكرانية عدد كبير من الملاجئ في معظم المباني الكبيرة في البلدات والمدن القريبة من مناطق الاشتباك.
في السياق، يأمل السكان هناك أن تتوصل المفاوضات الأوكرانية – الروسية على حدود بيلاروسيا إلى حلّ يسفر إلى وقف لإطلاق النار والحرب بشكل عام.
لكن مراسل "العربي" صابر أيوب يتطرق إلى أن هذا الشرط الأوكراني يعدّ صعبًا بالنسبة إلى الجانب الروسي، بحيث تطلب أوكرانيا إيقاف العمليات العسكرية فورًا وسحب الجنود الروس من الأراضي الأوكرانية قبل بداية أي مفاوضات جدية، للبحث في مستقبل الأزمة المتصاعدة.
ووصل الوفد الأوكراني صباح اليوم الإثنين إلى موقع إجراء المفاوضات، وعلى رأسه وزير الدفاع اليكسي رزنيكوف يرافقه المستشار الرئاسي ميخائيلو بودولياك.
من جهتها، قالت موسكو إنها تريد التوصل إلى "اتفاق" مع كييف، وأوضح المفاوض الروسي ومستشار الكرملين فلاديمير مدينسكي للتلفزيون الروسي أنّه "كلما طال النزاع لساعة إضافية كلما قضى مواطنون وجنود أوكرانيون". وقال: "اتفقنا على التوصل إلى اتفاق لكن يجب أن يصب في مصلحة الطرفين".