يبدو أنّ اختياراتنا للأزياء القديمة، تخبرنا أكثر من مجرد الأذواق الشخصية لمرتديها، ولكن أيضًا عن الحياة اليومية للحضارات القديمة.
فبينما تُعتبر الجوارب من ابتكارات الموضة حول العالم، تبيّن أنّ المصريين القدماء أبدعوا في ابتكارها وتحديدًا في عام 300 بعد الميلاد.
وعثر علماء التاريخ على أحد هذه الجوارب لأول مرة عام 1913 خلال أعمال التنقيب في مدينة أنتينوبوليس المصرية. واستغرقهم أكثر من قرن من الزمن لكشف أسراره والتعرّف على أسرار الموضة والتصنيع والممارسات التجارية المصرية خلال العصر القديم المتأخر.
مميزات الجورب
ويعود تاريخ الجورب النابض بالحياة والملوّن إلى عام 300 بعد الميلاد، ويُعتقد أنه كان مخصصًا للقدم اليسرى لطفل.
ويتميّز الجورب بالطراز المصري التقليدي المتمثّل في حجرة واحدة لإصبع القدم الكبير وحجرة أكبر للأربعة الأخرى، ممّا سمح للمصريين القدماء بارتداء جواربهم مع صنادلهم.
وعمل الباحثون في المتحف البريطاني في لندن بمساعدة التكنولوجيا الجديدة على كشف تاريخ الجورب بشكل أفضل.
واستخدم الباحثون التصوير متعدّد الأطياف (MSI)، وهي تقنية تقوم بمسح القطع الأثرية والكشف عن تلميحات صغيرة من الألوان، لتحليل الجورب.
واكتشف الباحثون أنّ الجورب الملوّن المُخطّط صُنع باستخدام ثلاثة أصباغ فقط: الفوة (الأحمر)، والحشو (الأزرق)، واللحام (الأصفر)، وهو ما يؤشر إلى ابتكار المصريين القدماء بمواردهم النادرة وعمليات النسيج.
وقدّم الجورب نبذة عن مصر خلال الفترة القديمة المتأخرة بين عامي 250 م إلى 800 م، والتي شهدت أحداثًا مثل الفتح العربي للبلاد أثّرت على الاقتصاد والتجارة والحصول على المواد، وهو ما ينعكس كله في التركيب الفني لما كان يرتديه الناس وكيفية صنع هذه الأشياء.