لا ينسى الفلسطينيون التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق أرضهم وعوائلهم إبان النكبة، وهم يستعيدون جيلًا تلو الآخر تفاصيل مأساتها وتبعاتها، ومن بينها مجزرة اللد التي لم تُمحَ من الذاكرة.
وبدورها تعمل سلطات الاحتلال على التذكير بالجريمة ومرتكبيها؛ من خلال قيام بلدية اللد بتسمية الدوار الملاصق لمسجد دهمش، الذي شهد يومًا دمويًا في 11 يوليو/ تموز 1948، باسم عصابة "البلماخ" التي ارتكبت مذبحة فيه ضمن ما يُعرف بـ "مجزرة اللد".
هذا مسجد دهمش في مدينة اللد، ارتكبت فيه مجزرة مروعة عام النكبة أوقعت أكثر من ١٧٠ شهيدًا. بلدية اللد تذكّر اللدّاويين بهذه المجزرة يوميا، عبر تسمية الدوار الملاصق للمسجد باسم عصابة البلماح، التي ارتكبت المجزرة. pic.twitter.com/Gqa3frnEKc
— أحمد دراوشة (@AhDarawsha) July 5, 2021
مجزرة اللد 1948
ارتكبت العصابات الصهيونية مجزرة اللد في الخامس من شهر رمضان، فأوقعت ما مجموعه 426 شهيدًا.
جاء ذلك بعدما اقتحمت وحدة كوماندوز بقيادة موشيه ديان المدينة، تحت وابل من القذائف المدفعية وإطلاق النار الغزير على كل ما يتحرك في شوارع اللد بعد انتهاء المعركة مع حامية المدينة، وفق ما تشير إليه وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية.
وتفيد الوكالة بأن المواطنين العرب احتموا من الهجوم في مسجد دهمش، الذي هاجمه الإرهابيون الصهاينة فقتلوا هناك 176 مدنيًا.
وبحسب المتداول، حملت العملية الصهيونية اسم "داني"، وشملت الهجوم على كل من مدينتَي الرملة واللد في صيف العام 1948.
وتنقل "وفا" في مقال أرشيفي عن الشيخ فايق أبو منة، وهو من أبناء اللد الذين شهدوا المجازر الإسرائيلية بحق السكان، أن "العصابات اليهودية اقترفت مذابح مختلفة بحق الأهالي في المدينة".
١٢ تموز ١٩٤٨، بعد دخول اللد، سأل رابين بن غوريون: ماذا نفعل بالسكان؟ لوّح بيده، إطردهم، فأصدر رابين أمرا: يجب طرد سكان اللد، بغض النظر عن العمر. ٣٥ ألف هُجروا في رمضان، توفي العشرات منهم من العطش وهم في طريقهم لرام الله والأردن. اللد لم تسقط، بل دخلها الساقطون! وكلنا أمل بالعودة. pic.twitter.com/P8pedsCLqr
— 𓂆🇵🇸|Basil M. Hajeer⁴⁸| (@BH_PLydda) July 12, 2020
ويستعيد أبو منة المشهد بما فيه مجزرة اللد 1948، فيروي أن دوريات عسكرية كانت تجوب الشوارع وتدعو عبر مكبرات الصوت إلى مغادرة المكان، لأن ذلك " أفضل" كي لا يلقوا مصير من ذبحوا في مسجد دهمش".
واحدة من أبشع الجرائم ضدّ الإنسانية
وعن تلك المذبحة، يقول إنها واحدة من أبشع الجرائم، التي ارتكبت بحق الإنسانية والأخلاق وعدم احترام الأماكن المقدسة".
ويلفت إلى أن الجيش الإسرائيلي اقتاده يومها من منزله مع عشرة شبان آخرين بعد أكثر من أسبوع من احتلال المدينة إلى المسجد، حيث كانت 85 جثة مكدسة في غرفة بجانب ساحة المسجد تنبعث منها رائحة متعفنة.
ويقول إنهم شاهدوا عددًا هائلًا من الجثث لأشخاص حُشروا في غرفة وتم إطلاق النار عليهم، شارحًا أنهم كانوا من الرجال، بينهم امرأة باللباس التقليدي وبجوارها طفلتان توأم.
يومها نقلت الجثث إلى المقبرة الإسلامية، وبدلًا من دفنها تم إحراقها. ويقول أبو منة إنه تم استثناء جثث السيدة والطفلتين.
"ماء سبيل - للمارة - عن روح جدتي (نبيهة الهنيدي) التى قضت وحيدة عطشى أثر طردنا من اللد فى ١٣ تموز ١٩٤٨" اللد مدينة فلسطينية أحتلها الصهاينة اللذين طردوا أهلها إلى الصحاري عام حيث مات العجائز والأطفال من العطش#SavePalestine #GazaUnderAttackk #genocideingaza #IsraeliWarCrimes pic.twitter.com/hPTQxue8ur
— V (@ShehataIII) May 15, 2021
ويشير إلى أن أغلب سكان اللد نزحوا أمام مشاهد القتل والترويع نحو الشرق؛ تجاه منطقة رام الله في الضفة الغربية.
والخروج من المدينة، عقب مجزرة اللد، كان رحلة أخرى محفوفة بالموت والعطش تحت شمس يوليو الحارقة، حيث توفي العشرات من الأهالي في الطريق.
وشهد عام النكبة ارتكاب العصابات الصهيونية عشرات المجازر التي استشهد فيها آلاف الفلسطينيين العُزّل في مختلف القُرى والمُدن؛ من بينها مجزرة فندق "سميراميس" بالقدس، ومجزرة قرية سعسع في قضاء حيفا، ومجزرة قطار حيفا، ومجزرة دير ياسين، ومجزرة الدوايمة.