بحث رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس إسماعيل هنية السبت، مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل مسار المفاوضات الجارية للتوصل لوقف إطلاق نار في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ قرابة تسعة أشهر خلّف أكثر من 37 ألف شهيد.
وقالت حماس في بيان: "تلقى هنية اتصالاً هاتفيًا من السيد عباس كامل رئيس المخابرات المصرية، تناول فيه مسار المفاوضات الجارية الهادفة إلى التوصل لوقف إطلاق النار في غزة".
وقدّم رئيس المخابرات المصرية، العزاء لهنية باستشهاد شقيقته الكبرى وعدد من أفراد عائلته بقصف إسرائيلي على مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة خلال الأسبوع الماضي.
حماس: لا تقدم في المحادثات مع إسرائيل
في غضون ذلك، أكد أسامة حمدان القيادي في حركة حماس أنه لم يتم إحراز أي تقدم في محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وأضاف في مؤتمر صحفي في بيروت: "نؤكد مجددًا أننا في حركة حماس جاهزون للتعامل بإيجابية مع أي صيغة تضمن بشكل أساسي ومباشر وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا شاملًا من قطاع غزة، وصفقة تبادل حقيقية".
وتابع حمدان: "الموقف الحقيقي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته لا يزال يتسم بالمراوغة والتهرب من استحقاق الاتفاق، فهم لا يزالون يرفضون الإقرار بوقف دائم لإطلاق النّار، ولا بالانسحاب الكامل من غزة".
ولفت إلى أن حماس "تتابع بأسف موقف الإدارة الأميركية، التي تصرّ على تحميل الحركة مسؤولية تعطيل التوصل لاتفاق، على الرّغم من ترحيب حماس بما ورد في خطاب الرئيس جو بايدن؛ من تأكيد على وقف إطلاق النَّار الدائم، والانسحاب الشَّامل، والإعمار، والتبادل، وعلى الرّغم أيضًا من ترحيب حماس بقرار مجلس الأمن".
وكان موقع "أكسيوس" أورد الجمعة نقلاً عن "ثلاثة مصادر مطلعة بشكل مباشر" أن "إدارة بايدن قدمت في الأيام الأخيرة صيغة جديدة لبعض أجزاء الصفقة المقترحة حول الرهائن ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في محاولة لسد الفجوات بينهما والتوصل إلى اتفاق".
صياغة جديدة للمادة 8
ونقل الموقع عن المصادر قولها إن "المسؤولين الأميركيين قاموا بصياغة لغة جديدة للمادة 8" التي تتعلق بالمفاوضات التي من المفترض أن تبدأ بين إسرائيل وحماس أثناء تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة.
حمدان ذكّر بأن القطاع الفلسطيني يحتاج أكثر من 500 شاحنة مساعدات يوميًا لتوفير الحد الأدنى للبقاء، محذرًا من أن 96% من السكان يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وتقود قطر ومصر والولايات المتحدة وساطة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، ونجحت في إقرار هدنة مؤقتة استمرت أسبوعًا حتى مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أسفرت عن تبادل أسرى بين تل أبيب وحماس، وإدخال كميات شحيحة من المساعدات إلى القطاع المحاصر منذ 18 عامًا.
ولم تثمر جهود مماثلة للدول الثلاث في الوصول بعد لهدنة أخرى، رغم اجتماعات متكررة بين باريس والقاهرة والدوحة.
وسبق أن وافقت الفصائل الفلسطينية في 6 مايو/ أيار الفائت على مقترح اتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى طرحته مصر وقطر، لكن إسرائيل رفضته بزعم أنه "لا يلبي شروطها".