الإثنين 1 يوليو / يوليو 2024

خلافات تتفاقم داخل إسرائيل.. صياغة أميركية جديدة بشأن اقتراح هدنة غزة

خلافات تتفاقم داخل إسرائيل.. صياغة أميركية جديدة بشأن اقتراح هدنة غزة

Changed

أوضحت مصادر أن الجهود التي تبذلها واشنطن بالتعاون مع الوسطاء القطريين والمصريين تركز على المادة الـ8 في الاقتراح
أوضحت مصادر أن الجهود التي تبذلها واشنطن بالتعاون مع الوسطاء القطريين والمصريين تركز على المادة الـ8 في الاقتراح - غيتي
نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر مطلعة أن المسؤولين الأميركيين صاغوا "لغة جديدة للمادة 8" من أجل سد الفجوة بين إسرائيل وحركة حماس.

اقترحت الولايات المتحدة صياغة جديدة على أجزاء من الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في مسعى لإبرام الاتفاق، حسبما ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي نقلًا عن ثلاثة مصادر مطلعة.

يأتي هذا فيما تواصل إسرائيل شن عدوانها على غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ما أسفر عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتقود قطر ومصر والولايات المتحدة وساطة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، ونجحت في إقرار هدنة مؤقتة استمرت أسبوعًا حتى مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أسفرت عن تبادل أسرى بين تل أبيب وحماس، وإدخال كميات شحيحة من المساعدات إلى القطاع المحاصر منذ 18 عامًا.

صياغة أميركية جديدة للتوصل لاتفاق وقف النار بغزة

وفي التفاصيل، أوضحت المصادر أن الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة بالتعاون مع الوسطاء القطريين والمصريين تركز على المادة الـ8 في الاقتراح.

ويتعلق هذا الجزء، بالمفاوضات التي من المفترض أن تبدأ بين إسرائيل وحماس أثناء تنفيذ المرحلة الأولى، من أجل تحديد الشروط الدقيقة للمرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تشمل التوصل إلى "هدوء مستدام" في غزة.

وحسب ما جاء في موقع "أكسيوس" الإخباري، فإن حركة حماس تريد أن تركز هذه المفاوضات فقط على عدد وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية مقابل كل جندي إسرائيلي حي أو أسير "ذكر" محتجز في غزة.

من ناحية أخرى، تريد إسرائيل أن يكون لديها القدرة على إثارة نزع السلاح من غزة، وقضايا أخرى خلال هذه المفاوضات.

وقالت المصادر: إن "المسؤولين الأميركيين صاغوا لغة جديدة للمادة 8 من أجل سد الفجوة بين إسرائيل وحماس، ويضغطون على قطر ومصر للضغط على حماس لقبول الاقتراح الجديد"، بحسب موقع "أكسيوس".

وأضاف مصدر مطلع على المحادثات لموقع أكسيوس، "تعمل الولايات المتحدة جاهدة لإيجاد صيغة تسمح بالتوصل إلى اتفاق، فيما أوضح  مصدر آخر أنه إذا وافقت حماس على اللغة الجديدة التي قدمتها الولايات المتحدة "فسوف تسمح بإتمام الصفقة".

مقترح اتفاق لوقف الحرب في غزة

وسبق أن وافقت الفصائل الفلسطينية في 6 مايو/ أيار الماضي على مقترح اتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى طرحته مصر وقطر، لكن إسرائيل رفضته بزعم أنه "لا يلبي شروطها".

قبل أن يتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن، في 31 مايو، عن تقديم إسرائيل مقترحًا جديدًا لاتفاق من 3 مراحل يشمل "تبادلًا للأسرى" بأول مرحلتين، و"إدامة وقف إطلاق النار" بالمرحلة الثانية، و"إعادة إعمار غزة" بالمرحلة الثالثة.

وعلى عكس ما جاء في خطاب بايدن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "لم أوافق على إنهاء الحرب في المرحلة الثانية من المقترح"، وإنما فقط "مناقشة" تلك الخطوة وفق شروط تل أبيب، مؤكدًا أنه "يُصر على عدم إنهاء الحرب على غزة إلا بعد تحقيق جميع أهدافها".

فيما قالت حماس إن المقترح ليس "جديدًا" كما روج بايدن، وإنما "اعتراضًا" إسرائيليًا على مقترح الوسيطين المصري والقطري.

ومع ذلك أكدت الحركة الفلسطينية أنها "منفتحة على التعاطي بإيجابية" مع أي مبادرة تلبي مطالب المقاومة، بما يشمل وقفًا دائمًا للحرب على غزة، وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي، وتوفير الإغاثة لأهالي القطاع، وإعمار القطاع بعد انتهاء الحرب، وتبادل الأسرى.

خلافات بين المستويين العسكري والسياسي في إسرائيل

وفي تصريحات تشير إلى وجود خلافات بين المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل، فقد أثارت تصريحات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في وقت سابق حول فكرة القضاء على حركة حماس وصعوبة تدميرها كلياً جدلاً واسعًا في إسرائيل، ما دفع مكتب رئاسة الوزراء للرد على هذه التصريحات والقول إن الجيش ملتزم بالقضاء على حماس ضمن أهداف الحرب.

وفي هذا الإطار، أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح رائد نعيرات، أن الخلاف الإسرائيلي على المستويين السياسي والعسكري هو خلاف جذري يعود لعدة أسباب منها المستوى السياسي الشعبوي اليميني، والذي لم يكن يومًا في أروقة الحكم أو حتى إنه لم يكن يومًا في داخل العمل العسكري.

أما السبب الثاني، حسب النعيرات، وهو أن هذا المستوى السياسي واضح أن لديه هوية أخرى مغايرة تمامًا للهوية التي يمتلكها القادة العسكريون والفنيون العسكريون على صعيد رؤيتهم للدولة، ورؤيتهم للعلاقات الخارجية، وللمجتمع وللقانون.

وفي حديث للتلفزيون العربي من نابلس شمال الضفة الغربية، أضاف النعيرات أن السبب الثالث، هو أن المستوى السياسي سواء نتنياهو أو حتى اليمين، يرى بأن نهاية وجوده في العمل السياسي مرتبط بوقف الحرب، ولذلك هو لا يريد أن يساوم ولا يريد أن يقترب بأي شكل من الأشكال إلى أي صوت يطالب بوقف الحرب.

وأشار إلى قضية مهمة يعاني منها الجيش الإسرائيلي، وتتمثل في أن المستوى السياسي وضع لهذه الغاية أهداف عائمة لا يمكن تحقيقها، حتى إن بعض القادة اتهم نتنياهو بأنه عمدًا وضع هذه الأهداف لأنه لا يريد أن يوقف الحرب ولا يريد أن يخرج الأسرى.

وأوضح النعيرات أن هذه الخلافات لا تزال معبرة عن واقع مضطرب، وغير قادر على الانسجام، مشيرًا إلى محاولات لتشكيل تحالفات، ولكن لا توجد شخصية كاريزمية تستطيع أن تقود المعارضة الإسرائيلية وتشكل تكتلًا من شأنه أن يسقط الحكومة الحالية.

المصادر:
التلفزيون العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close