السبت 16 نوفمبر / November 2024

رامي مخلوف "يستنجد" بالأسد: "أثرياء الحرب" يحاصروننا

رامي مخلوف "يستنجد" بالأسد: "أثرياء الحرب" يحاصروننا

شارك القصة

رامي مخلوف
لطالما ارتبط اسم رامي مخلوف بالنفوذ والقوة ويُقال إنه حشا الاقتصاد السوري في جيبه (غيتي)
"إمبراطور الأموال في سوريا وكيس دراهم السلطان" يثير الجدل مجدّدًا، من خلال رسالةٍ وجّهها للأسد، يشكو فيها "عصابات" استولت على ممتلكاته وشركاته، في "أكبر ملف فساد" بتاريخ سوريا. 

اشتكى رجل الأعمال المقرّب من النظام السوري رامي مخلوف ممّن وصفهم بـ "أثرياء الحرب"، مشيرًا إلى أنّهم استولوا على ممتلكاته وشركاته في سوريا، ومعتبرًا أنّ هذا الأمر يشكّل "أكبر ملف فساد في تاريخ سوريا".

جاء ذلك في رسالةٍ وجّهها مخلوف، عبر حسابه في "فيسبوك"، إلى خاله رئيس النظام بشار الأسد، بصفته "رئيس مجلس القضاء الأعلى". 

وقال مخلوف في رسالته، إنّ تلك "العصابات" استولت على شركاته وأملاكه، وأنّه بات "مُحاصَرًا" لا يستطيع تنظيم أو وكالات لتعيين أي محامين أو رفع أي دعوى للدفاع عن نفسه، ولا اتخاذ أيّ إجراءات أو وضع أيّ إشارات تحفظ حقوقه أو أملاكه.

 

لقد تم اليوم إرسال كتاب إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى السيد الرئيس بشار الأسد رئيس السلطة التنفيذية والعسكرية والأمنية بأن...

Posted by ‎رامي مخلوف‎ on Sunday, January 10, 2021

واشتكى مخلوف أيضًا من تمتّع تلك "العصابات" بسلطات واسعة، من أهمّها السلطة الأمنية التي هي سيف مسلط على رقاب الجميع دون استثناء، فضلاً عن قدرتها على توقيف أيّ معاملة له أمام أي جهة حكوميّة، فضلاً عن انتهاجها أسلوبًا جديدًا وصفه بـ "السابقة الإجرامية"، من خلال تزوير العقود ووكالات البيع وتسجيلها بتواريخ قديمة.

وكشف مخلوف، الذي كان يمتلك إمبراطورية أعمال ضخمة تشمل الاتصالات والعقارات، أنّ عناصر أمنية اقتحمت، في السادس من يناير/كانون الثاني الجاري، مقرّ أحد مكاتبه، واستحوذت على جميع وثائق شركاته، بما فيها اجتماعات الهيئات العامة لتلك الشركة وسجلاتها التجارية، الأمر الذي يتيح حرية تزوير اجتماعات الهيئات العامة وقرارات مجالس إدارات تلك الشركات بما يتوافق مع تلك الاجراءات والقرارات المزورة المتخذة من قبلهم.

وفيما تساءل مخلوف في رسالته، عن سبب "عدم اكتراث" الأسد بمسألة بهذا الحجم "تنطوي على عمليات احتيال وتزوير"، اعتبر أنّها تشكّل "أكبر ملف فساد يمر بتاريخ الجمهورية العربية السورية وينال من هيبتها"، مطالبًا إياه بتطبيق أحكام ومواد الدستور التي كفلت وصانت الملكية الخاصة.

الصعود نحو الهاوية

وتأتي رسالة المخلوف هذه لتشكّل فصلاً جديدًا من فصول ما يمكن تسميتها بمعركة "الصعود نحو الهاوية" التي ينتهجها "إمبراطور الأموال في سوريا"، منذ فترةٍ طويلة.

فلطالما ارتبط اسم رامي مخلوف بالنفوذ والقوة، هو الذي حشا الاقتصاد السوري كلّه في جيبه، ووُصِف بكيس دراهم السلطان وأمين الخزنة والممول السخي لمعركة الأسد المفتوحة.

وعلى مرّ السنوات، بسط مخلوف سيطرته على معظم النشاطات الاقتصادية في البلاد، بينها النفط والاقتصاد والبنوك والإعلام والسياحة والعقارات والتجارة والاستيراد والوكالات الحصرية وغيرها. ولا يبالغ السوريون عندما يربطون الاقتصاد باسمه، نتيجة احتكاره للعديد من القطاعات الاقتصادية، وعدم قدرة أي مستثمر على الدخول للأسواق السورية من دون علمه.

لكن، مع وفاة رأس العائلة وضابط إيقاعها أنيسة مخلوف، خالة رامي ووالدة بشار الأسد، تضخم حجم مخلوف عمّا كان عليه، واتسعت أيضاً مساحة الولاءات له، ما أثار حفيظة بشار الأسد، فأعلنت الحكومة حرباً على الفساد أواخر العام 2019، وتغيّرت موازين القوى داخل القصر الجمهوري بسرعة، وباتت تميل نحو عائلة أسماء الأخرس زوجة الأسد، وسرعان ما بدأ الخلاف بينهما يظهر للعلن.

وفي خطوة غير متوقعة، حجز النظام على أموال مخلوف وعائلته، بما فيها أمواله وأسهمه في الكثير من المصارف، ثمّ تتالى ظهور مخلوف مثيراً الكثير من اللغط بين السوريين، وهو حاول الاستنجاد أكثر من مرة بالشريحة الموالية له، ليبقى السؤال مشرَّعًا عن سبب عدم تخلّص النظام حتى الآن كما يفعل عادةً بشركائه السابقين.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي، فيسبوك
Close