في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، سارعت بعض من العلامات التجارية الكبرى إلى إعلان دعمها وتضامنها مع الاحتلال الإسرائيلي.
وتنوع هذا الدعم، بين المادي والعيني وترويج الادعاءات الإسرائيلية بالمظلومية بين شعوب غربية، أو السخرية من معاناة الشعب الفلسطيني في غزة.
في المقابل، برزت حملات شعبية تدعو لمقاطعة هذه العلامات التجارية ما دامت تدعم الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على الشعب الفلسطيني.
وقد شهدت هذه الحملات تفاعلًا كبيرًا وحققت أضرارًا لبعض العلامات التجارية، ومنعتها من تحقيق أهدافها للنمو الذي كانت تأمله خلال الربع الأخير من العام الماضي.
"رحلة الزوز دينار"
وبعد خمسة أشهر، لا تزال هذه الحملات تتفاعل ويلجأ كثيرون للتذكير بأثرها حتى لا يتراجع الجمهور عن مواصلتها.
ومن بين هؤلاء صانع المحتوى الليبي محمد النعاس، الذي أراد المشاركة في هذه الحملة فأنتج فيلمًا قصيرًا بعنوان "رحلة الزوز دينار"، ما يعني "رحلة الدينارين".
ويوضح محمد في فيلمه القصير أثر الدينارين اللذين يشتري بهما الشخص عبوة مشروب غازي على أهل غزة، إذا كان من علامة تجارية تدعم الاحتلال الإسرائيلي.
وينطلق هذا الأثر الذي جسده الشاب الليبي من دفع المواطن الدينارين للبقالة الصغيرة بجوار منزله، مرورًا بتحويل تلك الأموال إلى خزانة العلامة التجارية، وانعكاسها على أسهمها في أسواق البورصة العالمية وقيمتها السوقية.
وينتهي الأمر بتحويل جزء من هذه الأموال إلى الاحتلال الإسرائيلي، ليشتري بها الأسلحة التي يقتل بها أطفال غزة.
التفاعل مع فيلم النعاس
وانتشر فيلم النعاس على نطاق واسع جدًا منذ نشره للمرة الأولى أمس الجمعة، وحاز على ملايين المشاهدات والمشاركات، وعلق عليه رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
فقد علق الناشط راكان كاتبًا: "على كثرة الأفلام اللي رأيتها، هذا الفيلم القصير أسماها هدفًا وأكثرها إبداعًا".
بدوره، يقول محمد: "كل شخص نقول له مقاطعة يضحك.. تفرج على المقطع وافهم جيدًا الجني الذي تدفعه إلى أين يذهب".
أما عبد الحميد فيري بفيديو "رحلة الزوز دينار" عمل احترافي "يدل على قوة الكوادر الشبابية في ليبيا".
نوران هي الأخرى أثنت على الفيلم وكتبت: "الفكرة والتنفيذ والتفاصيل كل شي إبداع، وكان في وقته المناسب لأن الناس بدأت تتهاون وتتناسى وليس تنسى".
تأثير حملات المقاطعة
يذكر أن عددًا كبيرًا من العلامات التجارية التي استهدفتها حملات المقاطعة تأثرت سلبًا بتلك الحملات، أبرزها شركة "ماكدونالدز" الأميركية للوجبات السريعة.
فقد أقرت سلسلة مطاعم الوجبات السريعة العالمية مؤخرًا، بخسارتها نحو 9 مليارات دولار من قيمتها خلال ساعات بعد إعلانها تأثر مبيعاتها في الشرق الأوسط، خلال الربع الأخير من العام الماضي بفعل حملات المقاطعة.