ودعت الولايات المتحدة الأميركية، أمس الإثنين، الشاعر روبرت بلي عن عمر ناهز 94 عامًا، بعد أن توفي أول من أمس الأحد في مسقط رأسه مينيسوتا وسط غرب البلاد.
وكشفت ابنته ماري بلي لوكالة أسوشيتيد برس أنّ الشاعر فارق الحياة بعد معاناته مع مرض الخرف لمدة 14 عامًا.
ووُلِد بلي في غرب مينيسوتا، ونشأ في مجتمع يهيمن عليه مزارعون نرويجيون مهاجرون. وبعد عامين من عمله في خدمة البحرية، خلال أربعينيات القرن الماضي، التحق بكلية سانت أولاف في الولاية قبل أن ينتقل إلى هارفارد، حيث ارتبط بخريجين آخرين وواصلوا جميعًا صنع أسمائهم ككتاب، وقد برز "بلي"، بعد ذلك ليصبح شاعرًا ومترجمًا وكاتبًا نثريًا لعدد من المقالات في صحيفة نيويورك تايمز عام 1984.
وكان بلي قد نال جائزة الكتاب الوطني، وميدالية فروست لجمعية الشعر الأميركية من بين العديد من الجوائز التي حصل عليها في حياته.
كما ذكرت صحيفة "ستار تريبيون" أن بلي "بدأ في كتابة قصائد ريفية عن ريف مينيسوتا، واستمر في زعزعة عالم شعر الخمسينيات المتراخي، والوقوف ضد الحرب، وإحضار الشعراء الدوليين إلى القراء الغربيين، وأصبح مؤلفًا له مبيعات ضخمة، حيث كرس نفسه لتعليم الرجال كيف يكونون على اتصال بمشاعرهم ".
أعماله
وعن اختياره التعبير عبر القصيدة القصيرة، كتب بلي سابقًا: "ذات يوم بينما كنت أدرس قصيدة ييتس قررت أن أكتب الشعر لبقية حياتي"، مضيفًا: "أدركت أن القصيدة القصيرة الواحدة كافية لسرد مساحة من التاريخ، والموسيقى، وعلم النفس، والفكر الديني، والمزاج والتكهنات الغامضة، والشخصية والأحداث في حياة المرء".
وقد استمر "بلي" في الكتابة والشعر والترجمة حتى أواخر سنة 2013، وذلك بعد حوالي خمسين سنة في هذا المجال، مصدرًا العشرات من الأعمال التّي تُرجمت للغات متعددة ونالت جوائز وتكريمات.
وكتب الممثل الحائز على جائزة الأوسكار مارك ريلانس، في صحيفة الغارديان تكريمًا لبلي: "إن الشيء الأكثر عمقًا الذي يمكن أن يفعله الرجل الأكبر سنًا للرجل الأصغر هو التوجيه والتشجيع بهدية معينة. وقد جلب روبرت إلى ثقافتنا المعلمين القبليين، تمامًا كما أدخل إلى اللغة الإنكليزية حبه الكبير للشعراء الإسبان، والشعراء الصوفيين وكل هؤلاء الأشخاص اللامعين الذين قدموا مثل هذه المساعدة".
وأضاف ريلانس: "يبدو الأمر كما لو كنا نعيش في بلدة صغيرة لم يكن لديها سوى الوجبات الجاهزة الصينية، والآن لديها وجبات سريعة من جميع أنحاء العالم، بفضل روبرت بلي".
وقالت ماري بلي إن الجنازة كانت خاصة، وحثت المعجبين على إرسال تبرعات تذكارية لجمعيات الشعر المفضلة لديهم، مضيفة: "لقد كان شاعرًا عظيمًا وأبًا عظيمًا".