Skip to main content

ردود فعل منددة.. ما هي فرضيات تفجير أجهزة "بيجر" في لبنان؟

الثلاثاء 17 سبتمبر 2024
أفادت وزارة الصحة اللبنانية بسقوط ما لا يقل عن تسعة شهداء و2800 جريح جراء انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكي "البيجر"- رويترز

ندّدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بموجة الانفجارات المتزامنة التي استهدفت أجهزة اتصال في لبنان يحملها عناصر في حزب الله، معتبرة أن ما حصل "عدوان صهيوني إرهابي". 

وقالت الحركة في بيان: "ندين بشدة العدوان الصهيوني الإرهابي الذي استهدف مواطنين لبنانيين بتفجير أجهزة اتصالات في مناطق مختلفة (...) من دون تفريق بين المقاومين والمدنيين (...) ونحمّل حكومة الاحتلال المسؤولية كاملة عن تداعيات هذه الجريمة الخطيرة". 

الأردن يشدد على ضرورة وقف التصعيد

من جهته، أدان الأردن ورفض كل عمل يهدد أمن لبنان واستقراره وسلامة مواطنيه. فقد أجرى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اتصالاً هاتفيًا برئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي وأكد خلاله "وقوف الأردن مع أمن لبنان وسيادته واستقراره وتضامنه معه ومع الشعب اللبناني الشقيق".

ونقل الصفدي "توجيهات الملك عبدالله الثاني تقديم أي مساعدات طبية يحتاجها القطاع الطبي اللبناني لمعالجة الآلاف من المواطنين اللبنانيين الذين أصيبوا في عملية التفجير الجماعي في لبنان اليوم"، بحسب بيان للحكومة الأردنية. 

كما شدّد على "ضرورة وقف التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة، عبر الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة والتصعيد في الضفة الغربية والتزام قرار مجلس الأمن 1701".

واشنطن "لم تكن على علم مسبق"

من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة أنها لم تكن على علم مسبق ولم يكن لها أي دور في الانفجارات المتزامنة لأجهزة اتصال أدت إلى إصابة المئات في لبنان.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين: "أستطيع أن أقول لكم إن الولايات المتحدة لم تكن ضالعة في الأمر، ولم تكن الولايات المتحدة على علم بهذه الحادثة مسبقًا، وفي هذه المرحلة نقوم بجمع المعلومات". 

لكنه رفض التعليق على الشكوك الواسعة النطاق في أن إسرائيل تقف وراء تفجيرات وخصوصًا أنها تتبادل إطلاق النار بانتظام مع حزب الله منذ بدء الحرب في غزة.

ففي ضربة أمنية كبيرة هي الأولى من نوعها يتلقاها حزب الله في هذه الحرب، وقعت انفجارات متزامنة في بعلبك والبقاع والهرمل وبيروت وصيدا والنبطية وصور وغيرها.

وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بسقوط ما لا يقل عن تسعة شهداء و2800 جريح جراء انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكي "البيجر". 

ما هو هذا الجهاز؟

و"البيجر" هو جهاز إلكتروني محمول، صغير نسبيًا، مختص في استقبال الرسائل القصيرة أو الأرقام، وهناك إصدارات تستقبل رسائل صوتية. ويعتبر من أقدم أجهزة الاتصالات في العالم، طُوّر في  خمسينيات القرن العشرين.

وهو جهاز مناداة، أي هو جهاز للاستقبال وليس للإرسال أي أن العناصر التي تحمل هذا الجهاز تستقبل الرسائل فقط صوتية كانت أو مكتوبة أو مرمّزة.

ويعمل على ترددات وموجات خاصة من خلال شبكات لاسلكية تغطيها في مساحات محددة، ويتم إرسال الرسالة إلى الجهاز بواسطة هوائيات متخصصة. وحاليًا لا يستخدم هذا الجهاز إلّا من قبل المستشفيات وبعض الأجهزة العسكرية.

فرضيات التفجير

والجهاز الذي يستقبل فقط ولا يرسل إشارة تدل على مكان حامله يجعل من الصعب إيجاد إحداثياته.

أمّا بشأن فرضيات سبب التفجير، فنحن أمام مسارين، الأول من خلال التفخيخ المسبق أي أنه من الممكن أن تكون هناك شحنة أرسلت والأجهزة التي بداخلها مفخخة دون أن يتم فحصها عند الاستلام.

ولأن البيجر هو جهاز برودكاست يرسل رسالة لمجموعة من الأشخاص داخل موجة محددة، فوارد أن يتم من خلال اختراق الشبكة بإرسال رسالة بكود معين يفعل اللغم الموجود في الجهاز، أو أن يفجر اللغم من خلال إشارات مباشرة إلى اللغم نفسه من مسيرات أو أجهزة إرسال ذات تردد عالي.

أمّا المسار الثاني، هو مسار "الأوفر لودينغ"، أي تحميل الجهاز أكثر من طاقته على التحليل والمعالجة للبيانات بأضعاف مضاعفة ما يؤدي إلى رفع حرارته وانفجار بطارية الليثيوم في داخل الجهاز.

فهذه البطاريات على حسب أنواعها إما تحترق أو تنفجر، ما يعني اختراق الشبكة نفسها التي ترسل الرسائل إلى أجهزة الأفراد من خلال إغراقها بكميات هائلة من الرسائل والأوامر في فترة متزامنة.

ويرجح التزامن الكبير في لحظة حدوث تفجير الأجهزة في مناطق مختلفة فرضية التلغيم المسبق، من دون القدرة على الجزم بذلك قبل استكمال التحقيقات.

المصادر:
التلفزيون العربي- وكالات
شارك القصة