Skip to main content

رسائل نصر الله ووقائع الميدان.. أي سيناريو يُرسم على جبهة لبنان؟

الخميس 20 يونيو 2024
هدد حسن نصر الله إسرائيل وتوعد بمزيد من المفاجآت على الجبهة اللبنانية - غيتي

تحوّل جنوب لبنان مسرح مواجهات متصاعدة على وقع تصريحات سياسية هي الأكثر سخونة منذ بدء الحرب على غزة، والتوترات العسكرية بين "حزب الله" والاحتلال الإسرائيلي في 8 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم.

وأمس الأربعاء، أطل الأمين العام "لحزب الله" حسن نصر الله حاملًا رسائل متعددة أهمها التهديد باجتياح الجليل ورفع سقف المواجهات العسكرية.

تهديد إسرائيل وقبرص

فقد قال نصر الله في خطاب متلفز أمس الأربعاء إن "هناك خشية حقيقية لدى العدو من أن تقوم المقاومة باقتحام الجليل، وهذا احتمال على كل حال يبقى قائمًا وحاضرًا في إطار أي حرب قد تفرض على لبنان".

وذكّر نصر الله إسرائيل بقواعده السابقة خاصة تلك التي رسمت في عدوان تموز 2006، مشدّدًا على أن الحرب التالية الشاملة ستكون دون قواعد أو سقف.

كما بعث الأمين العام لـ"حزب الله" برسالة دولية أيضًا، إذ هاجم وحذر قبرص بحال دعمها إسرائيل في عدوانها على لبنان.

فقال نصر الله: إن "فتح المطارات والقواعد القبرصية للعدو الإسرائيلي بهدف استهداف لبنان، يعني أن الحكومة القبرصية أصبحت جزءًا من الحرب".

وبشأن ما عادت به مسيّرة الهدهد، يؤكد نصر الله أن الحزب لديه كمّ كبير من المعلومات بشأن مواقع العدو، فيما يعلق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي على ما عادت به المسيرة مؤكدًا أنه يجري التعامل مع قدرات الحزب.

رسم سقف المواجهات

بدوره، يلفت مراسل التلفزيون العربي من جنوب لبنان رامز القاضي إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الأمين العام لحزب الله بهذا الوضوح وبهذه القوة منذ بداية الحرب، حيث أسهب في شرح المعطيات لا سيما فيما يتعلق بقدرات المقاومة اللبنانية.

ويشير القاضي إلى أن تلويح نصر الله باجتياح الجليل وقوله إن على الإسرائيليين "أن يخافوا من الحرب في حال وقعت"، كانت النقطة الأبرز من خطابه.

ويشرح مراسلنا: "رسم الأمين العام ما يشبه السقف لهذه  المواجهات ميدانيًا، ومحددًا ما ستؤول إليه الأمور في حال توسعت الجبهة إلى قتال أوسع".

أما بالنسبة إلى ردود الفعل، فينقل مراسلنا أن أبرزها جاء على لسان الرئيس القبرصي بعدما هدد نصر الله قبرص في حال السماح باستخدام أي من قواعدها لشن أعمال عدائية ضدّ لبنان.

فقد نفى الرئيس القبرصي انخراط بلاده في أي أعمال عدائية ضدّ لبنان، فيما يلفت رامز القاضي إلى أن معلومات صحفية أفادت اليوم بورود معلومات عن إمكانية توجه مسؤول رفيع المستوى من الجزيرة إلى لبنان لبحث هذا الموضوع مع السلطات الرسمية اللبنانية.

وميدانيًا، استمر القصف المدفعي حتى ساعات فجر اليوم الخميس من المواقع الإسرائيلية القريبة من الحدود مع لبنان، لا سيما في القطاع الشرقي باتجاه سهل الخيام.

كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة على طريق ديركيفا لجهة بلدة صريفا جنوب لبنان، وقد هرعت سيارات الإسعاف الى المنطقة.

وبعد خطاب نصرالله، شهدت الجبهة سلسلة من العمليات "لحزب الله" ضد المواقع الإسرائيلية، لا سيما في الرمثا والسماقة في كفرشوبا وموقعَي وبدين ومزارع شبعا المحتلة، بحسب القاضي.

فشل مهمة المبعوث الأميركي

بدوره، يرى السفير اللبناني السابق مسعود معلوف أن الجواب الذي أعطاه حسن نصر الله في خطابه هو دليل على عدم نجاح، إن لم يكن فشل، مهمة المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكشتاين.

ويشرح معلوف في حديث مع التلفزيون العربي، أن هوكشتاين جاء من أجل تبريد الأجواء بين "حزب الله" وإسرائيل، لكن سرعان ما ظهر "تصعيد وحماوة بدل التبريد"، لافتًا في الوقت عينه إلى أن هذا التصعيد ما زال كلاميًا ولم يتحول بعد الى تصعيد عسكري.

ويردف السفير السابق من واشنطن: "ما زال حزب الله على الرغم من التهديدات التي أطلقها نصر الله، ملتزمًا بقواعد الاشتباك، ولم يقم بعد بأية عملية تدل على أنه يود أن يكون هو البادئ بالحرب مع إسرائيل".

ويوضح في هذا الإطار أن "حزب الله" اليوم غير ما كان عليه عام 2006، إذ طور قدراته العسكرية بشكل ملحوظ وهو أمر ملموس في ميدان الحرب.

وعن نظرة واشنطن لتحذيرات الأمين العام لـ"حزب الله"، يقول معلوف إن الولايات المتحدة تحاول منذ فترة طويلة أن تهدئ الأجواء على الحدود، عبر إرسال هوكشتاين وغيره مرة بعد أخرى من أجل تهدئة الأجواء.

ويتابع السفير السابق لـ"التلفزيون العربي": "الولايات المتحدة لا تريد أن يصيب إسرائيل الكثير من الأذى، ففي حال تعرّضت لأضرار كبيرة، ستجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة للتدخل مباشرة، والرئيس بايدن يتجنب ذلك وقد تجنب ذلك بالبداية.. بينما يحاول نتنياهو أن يورطه في هذه الحرب".

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة