الأحد 30 يونيو / يونيو 2024

لوح باجتياح الجليل.. هل إسرائيل مستعدة لخوض حرب ضد حزب الله؟

لوح باجتياح الجليل.. هل إسرائيل مستعدة لخوض حرب ضد حزب الله؟

Changed

شدد حسن نصر الله على أن ما يصل عبر الوسطاء من رسائل لا يخيف حزب الله
شدد حسن نصر الله على أن ما يصل عبر الوسطاء من رسائل لا يخيف حزب الله - رويترز
لوّح حسن نصر الله باستعداد مقاتلي حزب الله لاقتحام الجليل إذا فرضت المواجهة على لبنان، مؤكدًا امتلاك حزبه عددًا كبيرًا من المسيرات والصواريخ.

في بوادر تصعيد مفتوح ترتفع وتيرته، تأتي تصريحات من الأمين العام لحزب الله  اللبناني حسن نصر الله، الذي قال إن "الحرب لو تفرض على لبنان، فستكون دون ضوابط أو قواعد أو سقف".

وخلال كلمة متلفزة الأربعاء، لوّح نصر الله باستعداد مقاتلي حزب الله لاقتحام الجليل، في حال فرضت المواجهة على لبنان، مؤكدًا امتلاك حزبه عددًا كبيرًا من المسيرات والصواريخ، إضافة إلى المقاتلين المستعدين لخوض المعركة.

ولم يستثن الأمين العام لحزب الله الوسطاء من كلمته، إذ شدد على أن ما يصل عبرهم من رسائل لا يخيف الحزب، في إشارة إلى زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين أمس إلى بيروت وإسرائيل.

وبعد أقل من يوم على نشر حزب الله صور مسيرة الهدهد كما سماها، تأتي تصريحات نصر الله التي رد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي عليها من الحدود الشمالية بأن تل أبيب تملك من القدرات أكثر بكثير مما يعرفه الحزب، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي يعرف قدرات الحزب، ويستعد لها ويبني حلولًا شاملة للتعامل معها.

وتتزامن هذه التصريحات أيضًا مع إطلاق الحزب وابلًا من الصواريخ والمسيرات على كريات شمونة والمطلة.

سياسيًا، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب تواجه حربًا على جبهات عدة، وإن التحديات أمامها كبيرة، ملوحًا بقرارات قاسية في وقت يرتفع فيه صوت المتظاهرين الإسرائيليين للمطالبة بإنجاز صفقة التبادل وإسقاط حكومته.

ماذا في توقيت تهديدات نصر الله؟

وفي هذا الإطار، أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي العميد المتقاعد إلياس فرحات أن النبرة العالية جدًا من قبل نصر الله سببها استشعار حزب الله أن التهديدات الإسرائيلية بشن حرب على لبنان جديّة، لأن تل أبيب أصدرت تهديدات عديدة منذ 8 أشهر باجتياح لبنان وضد الحزب، وإعادة البلاد إلى العصر الحجري.

وآخر هذه التهديدات حسب فرحات، هي تلك التي حملها الوسيط الأميركي، الذي أبلغ ما صرح به نتنياهو في الإعلام أنه أرسل رسالة إلى لبنان مفادها، إما أن ينسحب حزب الله من شمال نهر الليطاني وإما الحرب.

وفي حديث لـ"التلفزيون العربي" من بيروت، أضاف فرحات أن حزب الله رد على هذا التهديد بكلمة موجزة أنه إذا فرضت الحرب علينا، سنخوضها بدون ضوابط ولا أسقف، مشيرًا إلى أن الحزب لديه قدرات بشرية وعسكرية كافية لخوض هذه الحرب.

وأعرب فرحات عن اعتقاده أن الشريط المصور الذي نشره الحزب أمس عن مسيرة الهدهد هو رسالة من حزب الله، مفادها أنه قادر على استهداف المواقع التي رصدتها المسيرة في حال شنت إسرائيل هجومًا على لبنان.

لوّح نصر الله باستعداد مقاتلي حزب الله لاقتحام الجليل في حال فرضت الحرب - رويترز
لوّح نصر الله باستعداد مقاتلي حزب الله لاقتحام الجليل في حال فرضت الحرب - رويترز

وأشار إلى أن الجديد في تصريحات نصر الله اليوم هو تلويحه بالهجوم على إسرائيل برًا وبحرًا وجوًا، بالإضافة إلى تهديده لدولة قبرص في حال فتحت مطاراتها لإسرائيل.

وفيما استبعد مسألة اقتحام الجليل التي أشار إليها نصر الله في كلمته، أوضح أن الرد الوارد حاليًا هو بالصواريخ والطائرات المسيرة على الاعتداءات الإسرائيلية التي تطال العمق اللبناني.

وأوضح فرحات أن موقف حزب الله واضح وتم تكراره مرارًا، حيث يشير إلى أن التصعيد في لبنان سيتوقف عندما تتوقف الحرب على غزة، مشيرًا إلى أن الأوضاع ستظل مشتعلة طالما أن هناك توتر في القطاع، مع التأكيد على أن جبهة لبنان تُسمى جبهة الإسناد للمقاومة في غزة وليس لديها هدف آخر.

وبشأن تصريحات نصر الله حول امتلاك حزبه أسلحة جديدة، أوضح فرحات أن الحديث عن هذه الأسلحة كان مستمرًا منذ سنوات، مشيرًا إلى أنها الصواريخ الدقيقة ذات المدى البعيد الذي يصل إلى 200 أو 300 كيلومتر، والتي تحمل رؤوس توجيه دقيقة.

واستبعد العميد المتقاعد إلياس فرحات وجود حرب واسعة النطاق، مشيرًا إلى أن جميع التهديدات التي يطلقها الإسرائيليون غير مقنعة على الأرض.

هل إسرائيل جاهزة لخوض حرب ضد حزب الله؟

من جهته، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، إن الإسرائيليين يحاولون أن يستقبلوا كلام نصر الله بنبرة تبدو أكثر علوًا من نبرته، مشيرًا إلى أن هناك تصعيدًا في الخطاب الإسرائيلي منذ فترة طويلة، نظرًا لوجود قرار في مجلس الحرب بتوسيع رقعة القتال في جنوب لبنان، بعد انتهاء عملية الاجتياح البري في رفح.

وفي حديثه لـ"التلفزيون العربي" من عكا، أضاف أنطوان شلحت أن الرسائل التي وجهها حسن نصر الله تحمل رسائل ردعية، إذ يتحدث الإسرائيليون صباحًا ومساءً عن احتمال اندلاع مواجهة شاملة مع حزب الله كمسألة وقت ليس أكثر.

وأشار إلى اعتقاد إسرائيلي بأن هذه المواجهة لن تقتصر على الصراع بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله فقط، بل يوجد من يرى ضرورة أن يشن الجيش حربًا ضد لبنان بأكمله، وليس فقط ضد الحزب.

وحسب المحللين الإسرائيليين في الشؤون العسكرية، قال شلحت: إن "تل أبيب تنظر إلى المواجهة مع حزب الله على أنها شبه حتمية"، مشيرًا إلى أن القصف المتبادل بين الجانبين أدى إلى أوضاع غير مسبوقة في الأراضي التي تعتبر خاضعة للسيادة الإسرائيلية.

وفيما أضاف أن هناك أصواتًا قليلة في إسرائيل تقول إنه لا يمكن حل التصعيد مع حزب الله إلا من خلال التوصل إلى تسوية سياسية، أشار شلحت إلى أن معظم الأصوات الإسرائيلية السائدة في المشهد السياسي تقول إن المواجهة مع حزب الله هي مواجهة حتمية، وبمجرد أن تضع الحرب الإسرائيلية في غزة أوزارها يجب التفرغ إلى لبنان.

وأعرب عن اعتقاده أن إسرائيل غير جاهزة لخوض مثل هذه الحرب، حسب الكثير الخبراء العسكريين الإسرائيليين، مشيرًا إلى أن هناك مطالبات إسرائيلية، بأن تجهز تل أبيب العدة لخوض مثل هذه المواجهة الشاملة إذا لم يكن الآن، ففي المستقبل المنظور.

ما دور الإدارة الأميركية؟

الباحث في مركز التقدم الأميركي لورنس كورب، لفت إلى أن واشنطن أصيبت بالقلق إزاء الحرب في غزة، وتوسع نطاقها لتصل إلى الحدود اللبنانية، مشيرًا إلى أن المبعوث الأميركي زار إسرائيل ولبنان لتخفيف حدة التصعيد.

وفي حديثه لـ"التلفزيون العربي" من واشنطن، أضاف كورب أن معظم الإسرائيليين يطمحون إلى الحرب بسبب قلقهم إزاء نزوح حوالي 60 ألف إسرائيلي من القرى الشمالية.

وأشار كورب قائلًا: "يدفعنا الأمل إلى عدم التوسع في نطاق النزاع"، مُبينًا أن نتنياهو يسبب مشاكل سياسية، ولذا لا تزال واشنطن ترسل مبعوثها لتنبيهه بعدم التصعيد، وأن الإدارة الأميركية غير مهتمة بشن حرب شاملة.

وأضاف أنه ليس هناك ضغوط يمارسها الأميركيون إلا على نتنياهو، حيث إذا قرر توسيع نطاق النزاع، ستظل حكومته في السلطة، ولن تجبر على إجراء انتخابات جديدة أو أن يواجه السجن.

وشدد كورب على أنه من المهم إرسال مبعوث إلى إسرائيل ولبنان، ليقول لهما موقف أميركا، بأن توسيع الحرب سوف تفضي إلى كارثة، وسوف تبعدنا عن الوصول إلى اتفاق في غزة.

وأردف أن الرئيس الأميركي جو بايدن يضغط أكثر للتوصل إلى اتفاق ينهي حرب غزة بما يجنب المنطقة اندلاع حرب أخرى، مشيرًا إلى أنه لا يقوم بذلك على الملأ لأنه لا يريد أن يخرب علاقته مع إسرائيل، ولكن الإدارة الأميركية كانت تمارس ضغوطات على نتنياهو لكي يقبل مقترحه الذي تحدث عنه في 30 مايو/ أيار.

وأعرب كورب عن اعتقاده أن الإدارة الأميركية ستحاول أن تقنع إسرائيل في حال اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط، بأن تحد من أهدافها، وأن تستهدف أهدافًا عسكرية وليس مدنية في بيروت، ورجح أن واشنطن ستحجب بعض الإمدادات لا سيما القنابل التي توفر لإسرائيل لكي لا تفاقم تل أبيب الأوضاع.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close