تؤثر أزمة الوقود الحادة في غزة على كل مفاصل الحياة، وخاصة على القطاع الصحي أكثر القطاعات تضررًا بسبب استمرار الطلب عليه ومنع إسرائيل وصوله إلى القطاع.
وبما أنّ الكل في غزة بحاجة إلى الوقود، نجح الفلسطيني مصلح محمود من بيت حانون شمالي قطاع غزة في تحويل النفايات الضارّة إلى وقود سائل يُمكن الاستفادة منه.
وتحت وابل الاستهدافات الإسرائيلية المتكرّرة وبشكل يومي، يشرع العمال ضمن فريق مصلح بجمع النفايات البلاستيكية التي تغمر شوارع شمال القطاع لحرقها وتحويلها إلى سائل يُمكن استخدامه كوقود وسولار.
العملية محفوفة بالمخاطر في كل مراحلها، إذ يتمّ تجميع المخلّفات البلاستيكية من الشوارع وركام المنازل المدمّرة، وحرق كميات كبيرة منها في درجة حرارة عالية جدًا تمتد لساعات طويلة، لإنتاج من 50 إلى 60 لترًا من السولار والبنزين.
ويمثّل الوقود شريان الحياة لأهالي غزة، بعد أن قطعت إسرائيل الطريق أمام وصوله إلى القطاع؛ وهو ما دفع مصلح إلى البحث عن حلول بديلة لمُواجهة نقصه الحاد واللازم لتشغيل الشاحنات والمولّدات الكهربائية الاحتياطية في المستشفيات داخل الخدمة.
هي طريقة بديلة قد لا تكون صحية، لكنّها رسالة صمود في وجه الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها فلسطينيو غزة وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة وحرب مستمرّة منذ أكثر من 11 شهرًا.