ينجز المهندس والفنان البريطاني جيمس كوك رسومات مبهرة لوجوه ومعالم شهيرة باستخدام الآلة الكاتبة التقليدية، حتى إن اللوحة الواحدة قد يستغرق صنعها في بعض الأحيان شهورًا طويلة.
فقد بدأ كوك ابن الـ 25 عامًا هذا الأسلوب المتميز بالرسم عام 2014، عندما كان طالبًا في كلية الهندسة المعمارية بعدما ألهمه في ذلك فنان من عشرينيات القرن الماضي أنتج عملًا مشابهًا.
بعد ذلك، قرر البريطاني أن يحاول المباشرة بهذا العمل الذي بدا له "مستحيلًا"، فانطلق في البداية برسم المباني قبل أن ينتقل خلال السنوات الثمانية إلى الأشكال والوجوه، ويقول في هذا الخصوص: إن هذا الفن بمثابة تحدٍ مستمر.
ويضيف كوك: "لم أستطع رسم وجوه الناس قبل التعلم على الآلة الكاتبة.. في الواقع ربما أرسم الناس بشكل أفضل على آلة كاتبة مما يمكنني رسمه يدويًا بالقلم أو بقلم الرصاص فقط".
"العزف" على آلة الكتابة
كما يشبّه الفنان البريطاني عمله بطريقة عزف الموسيقيين على آلاتهم الموسيقية، بحيث يطور الفنان بالنقر على المفاتيح نوعًا من ذاكرة عضلية لترجيح وزن المفاتيح وتحديد المفاتيح والرافعات، مؤكدًا على أن هذا الأمر يساعده على أن يكون دقيقًا للغاية بشأن العلامات التي ينشئها على الصفحة.
وتعوّد جيمس الخروج إلى الشوارع ورسم وجوه أشخاص يرغبون بذلك، الأمر الذي يترك المارة مبهورين لدقة وصعوبة العمل الذي يقوم به الشاب، "فالناس عادة ما يكونون مرتبكين نوعًا ما في البداية لأنهم يعتقدون أنه يكتب رسالة".
ويتابع كوك: "عندما أنتهي من اللوحة يقتربون مني وعادةً ما تنشأ حوارات بين الأشخاص الذين يرون الرسومات".
بدوره، يرى مهندس تكنولوجيا المعلومات ديفيد أسانتي أنّ قدرة جيمس على جعل آلة الكتابة وسيلة لإنتاج الأعمال الفنية والرسم "أمر مذهل، ومن الجميل رؤية أن القديم لم يمت بعد".
نمط فني منفرد يحصد إقبالًا
لكن هذا الشاب العشريني ورغم استعانته بآلة قديمة، إلا أنه نمّى شغفه بهذا الفن بفضل الإنترنت الذي زاد من شهرته وأصبح منبرًا لنشر أعماله، حتى إنه حصل على أغلب الآلات التي يستعملها من أشخاص تأثروا برسوماته.
وهذا ما أكده كوك الذي قال: "لقد اضطررت إلى شراء 3 آلات كتابة فقط والباقي جاءت من أشخاص شاهدوا أعمالي عبر الإنترنت أو في الصحف أو في أي مكان آخر.. عادةً ما أتلقى بريدًا إلكترونيًا فجأة كأن يقول شخص مثلًا نحن لدينا هذه الآلة الكاتبة في عائلتنا لفترة طويلة ولا نعرف ماذا نفعل بها ولا نعرف كيف نستخدمها ونعلم أننا إذا أعطيناها لك يمكنك منحها حياة ثانية".
في المقابل، يمكن أن تستغرق الرسومات الصغيرة ما يصل إلى 4 أو 5 أيام، بينما يمكن أن تستغرق الصور الشخصية وقتًا أطول في حين تتطلب الرسومات البانورامية التي يتم تجميعها معًا ما بين أسبوعين إلى شهر أو أكثر.
فيعتمد هذا الأمر المرهق على مدى دقة الرسمة التي تتطلب استخدام مفاتيح محددة يعمل الرسام على تجميعها معًا، لتمثيل الموضوع المطلوب.