نعى حزب الله اللبناني صباح اليوم الثلاثاء ثلاثة من مقاتليه "ارتقوا شهداء على طريق القدس"، بحسب ما أعلن الحزب في بيانات منفصلة، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي رصد نحو 50 قذيفة أُطلقت من لبنان نحو مركز الجولان المحتل.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن مهاجمة ما قال إنها "أهداف لحزب الله" في عمق وجنوب لبنان، ردًا على إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية.
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول يتبادل حزب الله مدعومًا بفصائل لبنانية وفلسطينية القصف مع الجيش الإسرائيلي بشكل شبه يومي. وتأتي هجمات الاحتلال أمس، على وقع ارتفاع وتيرة الهجمات المتبادلة مؤخرًا بين إسرائيل والحزب اللبناني.
3 شهداء من حزب الله
وفي بيانات منفصلة، نعى حزب الله صباح الثلاثاء "عباس محمد ناصر "أبو حيدر" مواليد عام 1979 من بلدة طيرفلسيه في جنوب لبنان"، و"بلال وجيه علاء الدين "باسل" مواليد عام 1984 من بلدة مجدل سلم في جنوب لبنان".
كما نعى الحزب في بيان آخر "هادي فؤاد موسى "علاء" مواليد عام 1983 من بلدة شبعا في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيدًا على طريق القدس"، بحسب بيان حزب الله. ولم يحدد حزب الله مكان استشهاد المقاتلين.
وأعلن الحزب عن قصف مقر فوج المدفعية ولواء المدرعات التابع لفرقة الجولان 210 في ثكنة يردن بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
وقال الحزب في بيان، إنّ الاستهداف يأتي "دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، وردًا على اعتداء العدو الصهيوني الذي طال منطقة البقاع".
كما استهدف مقاتلو حزب الله "تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط مستوطنة نطوعا بالأسلحة المناسبة وإصابته إصابة مباشرة وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح".
بالمقابل، قالت هيئة القناة 12 الإسرائيلية إن عشرات الصواريخ أطلقت من جنوب لبنان، فيما أطلقت صفارات الإنذار في حيفا والجليل الأعلى، بينما تحدثت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن اعتراض "جسم مشبوه".
وكان مصدر عسكري قد أكد لوكالة فرانس برس إن "ثلاثة على الأقل من عناصر حزب الله قُتلوا بتسعة صواريخ إسرائيلية استهدفت ناقلات نفط، ومبنى في منطقة الهرمل اللبنانية، على بُعد نحو 140 كيلومترًا من الحدود، "قرب محلة حوش السيد علي السورية، ودمرته بالكامل".
أما جيش الاحتلال فقال في بيانه اليوم، إنه "ردًا على إسقاط حزب الله طائرة مسيرة لسلاح الجو عملت في الأجواء اللبنانية أمس، أغارت طائراتنا الحربية خلال الليلة الماضية على مجمع عسكري في منطقة بعلبك"، مدعيًا استهداف وحدة "تعمل على حشد القوة اللوجستية في حزب الله، ومعنية بنقل الوسائل القتالية إلى لبنان وداخله".
وأضاف: "تم استهداف منطقتيْن داخل المجمع الذي يقع في منطقة بعلبك في عمق لبنان"، التي تقع شرق البلاد وتبعد أكثر من 120 كلم عن الحدود الجنوبية. كما أشار بيان الجيش الإسرائيلي إلى استهدافه أهداف أخرى في منطقة عيترون بجنوب لبنان، زعم أنها "مواقع عسكرية تابعة لحزب الله".
إسقاط مسيرة إسرائيلية
وكان جيش الاحتلال قد أعلن أنه نفذ ضربات في جنوب لبنان، مشيرًا إلى أنه قام بهذه العمليات إثر إسقاط إحدى مسيّراته الإثنين فوق لبنان، وذلك بعد تأكيد حزب الله قبل ساعات يوم أمس إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية فوق الأراضي اللبنانية.
وقال الحزب في بيان إنّ مقاتليه كمنوا "لمسيّرة من نوع هيرمز 900 مسلّحة بصواريخ لتنفّذ بها اعتداءات على مناطقنا" في الأجواء اللبنانية، وعند "وصولها إلى دائرة النار"، استهدفوها "بأسلحة الدفاع الجوّي، وأصابوها إصابة مباشرة وتم إسقاطها".
وأعلن حزب الله خلال الأشهر الماضية إسقاط أربع طائرات مسيّرة إسرائيلية من نوع هيرمز 450 وهيرمز 900، كما أعلن أمس استهدافه "بمسيّرات انقضاضية" مواقع عسكرية إسرائيليّة عدّة عبر الحدود، بينها "مقر قيادي" في الجولان السوري المحتل.
في المقابل، تحدث جيش الاحتلال في بيان منفصل، عن اعتراض دفاعاته الجوية "مسيرة كانت في طريقها إلى إسرائيل من جهة الشرق" خلال ساعات الليل. وقال: "خلال ساعات الليلة الماضية، اعترضت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو هدفًا جويًا مشبوهًا بنجاح كان في طريقه نحو إسرائيل، من جهة الشرق".
وأضاف: "كان الهدف تحت مراقبة قوات الجيش، ولم يخترق الأراضي الإسرائيلية"، مبينًا أنه "تم رصده فوق البحر قبالة شواطئ حيفا (شمال)".
وذكر البيان أنه "لم تُفعّل أي إنذارات بموجب السياسة المتبعة، ولم تقع إصابات أو أضرار"، دون أن يحدد الجهة التي انطلقت منها المسيرة.
تصعيد متبادل
وتصاعد مستوى الضربات في الأسابيع الماضية بين إسرائيل وحزب الله، ما أسفر عن حرائق في جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية وأثار مخاوف من حرب شاملة.
وكثّف حزب الله استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية بطائرات مسيرة، بينما صعّدت إسرائيل هجماتها الموجّهة مُستهدفةً بطائرات مسيّرة سيارات ودراجات لمقاتلين في حزب الله أو فصائل قريبة منه.
وخلال ثمانية أشهر من القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله، أسفر التصعيد عن استشهاد 462 شخصًا على الأقل في لبنان بينهم نحو 90 مدنيًا، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسميّة لبنانيّة، فيما أعلن الاحتلال من جهته عن مقتل 15 عسكريًا و11 مدنيًا.