كشف وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو اليوم السبت عن عزم بلاده تعزيز وتحديث قدراتها العسكرية المنتشرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، من خلال استقدام واستبدال سفن عسكرية جديدة.
فقد أكّد الوزير من منتدى آسيا والمحيط الهادئ للدفاع والأمن في سنغافورة، أن المخاوف بشأن الحرب الدائرة في أوكرانيا لن تصرف اهتمام فرنسا عن المحيطين الهندي والهادئ، "ولن تؤدي إلى تراجع الجمهورية الفرنسية عن التزاماتها في المنطقة".
وأوضح ليكورنو في كلمته أنه فرنسا ستواصل العام المقبل "تعزيز وتحديث قدراتها من خلال النشر الدائم، بحلول عام 2025، لست سفن دورية جديدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بينها اثنتان في المحيط الهادئ هذا العام، إحداهما في كاليدونيا الجديدة والآخرى في بولينيزيا لتنفيذ مهمات المراقبة والسيادة".
بالإضافة إلى القدرات المحدثة، ستنشر فرنسا سفينتين في المنطقة نهاية عام 2025، نظرًا لاستبدال سفن الدوريات الأربع الموجودة حاليًا بطراز جديد.
كما لفت الوزير إلى أنه سيتم "استبدال خمس طائرات فالكون للاستطلاع في المحيط الهادئ بخمس طائرات جديدة أكثر حداثة".
كذلك كشف ليكورنو عن التخطيط لبعثة سيادية لهذا العام في المحيط الهادئ باسم "Pégase 22" مع النشر المشترك لطائرات "رافال" وطائرات نقل عسكرية من طراز "A400 M".
Au dialogue de Shangri-La à Singapour, j'ai réaffirmé que la France, nation de l'Indopacifique, est engagée pour la stabilité et la sécurité de la région sur la base de partenariats forts et d'une approche multilatérale #SLD22 pic.twitter.com/NsmNT5VPZ2
— Sébastien Lecornu (@SebLecornu) June 11, 2022
"إستراتيجية غير موجهة ضد أي دولة"
وأشار إلى أن القوات الفرنسية ستواصل المشاركة في عدة تدريبات متعددة الطرف على أن تجري بعضها للحفاظ على "وجود مهم في المنطقة لإظهار اهتمام فرنسا باستقرار منطقة آسيا والمحيط الهادئ".
في المقابل، أكد الوزير الفرنسي أن هذه الإستراتيجية الفرنسية في المنطقة "ليست موجهة ضد أي دولة" لكنها تدعم الترتيبات الدفاعية المتعددة الطرف.
فعبر ذلك، ترغب فرنسا في الانضمام إلى منظمة الدفاع التي تضم دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وثماني قوى رئيسية في المنطقة، بينها الصين والولايات المتحدة، بحسب الوزير.
أزمة الغواصات
وكانت إستراتيجية فرنسا لتأكيد وجودها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ قد اهتزت العام الماضي بسبب فسخ أستراليا عقدًا ضخما لشراء أسطول من الغواصات الفرنسية، وإعلانها عن تحالف إستراتيجي مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لمواجهة التوترات المتزايدة مع الصين.
وسمح إعلان اتفاق ضخم مع كانبرا لتعويض مجموعة "نافال" الفرنسية، اليوم السبت بإحياء التعاون مع أستراليا، حيث صرح رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيس من سيدني أن حكومته توصلت إلى " تسوية عادلة ومنصفة" مع المجموعة.
فقد توصلت الحكومة الأسترالية الجديدة التي يقودها حزب العمال إلى تسوية قيمتها 555 مليون يورو (583.58 مليون دولار) مع مجموعة "نافال" بعد أن طرأ جمود على العلاقة بين الطرفين حتى مايو/ أيار الفائت، عندما انتُخب ألبانيس رئيسًا للوزراء.
وقال ألبانيس: "نحن نحترم بشدة دور فرنسا ومشاركتها الفعالة في منطقة المحيطين الهندي والهادي"، معربًا عن تطلعه إلى تلقي دعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزيارة باريس.
وعقب الخلاف بأسابيع قليلة، حاول ماكرون تعويض خسارة صفقة الغواصات بتوقيع بلاده عقدًا مع اليونان يشمل بيع ثلاث فرقاطات فرنسية الصنع لأثينا في إطار تحالف دفاعي جديد، في وقت كانت أثينا تطمح لتطوير قواتها المسلحة.