دعت تنسيقيات لجان "مقاومة ولاية الخرطوم" الشارع السوداني إلى المشاركة في "موكب الوفاء للشهداء لإحياء ذكرى شهداء 17 من نوفمبر"، وتجديدًا لمطالباتهم بالحكم المدني.
وتأتي هذه المظاهرات بعد إعلان نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو "حميدتي"، أمس، اتفاقه مع رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان على تسليم الحكومة ومجلس السيادة إلى المكون المدني.
وأكد البيان الصادر التزامهم على "خروج المؤسسة العسكرية من المشهد السياسي والانصراف تمامًا لمهامها بعد تعيين حكومة مدنية".
مظاهرات جديدة
وجاء ذلك، فيما لا يزال الشارع السوداني ملتهبًا ومتمسكًا بمطالبه في مواجعة "الانقلاب العسكري" الذي نفذه الجيش قبل عام تقريبًا.
إذ شهدت مدن سودانية بينها العاصمة الخرطوم، اليوم السبت، مظاهرات جديدة للمطالبة بالحكم المدني في البلاد.
وخرج آلاف المتظاهرين في الخرطوم، ومدن أم درمان (غرب) وبحري (شمال)، بدعوة من "تنسيقيات لجان المقاومة".
وأغلق المتظاهرون، عددًا من الشوارع الرئيسة والفرعية وسط الخرطوم بالحواجز الإسمنتية وجذوع الأشجار والإطارات المشتعلة، وسط انتشار أمني مكثف.
ولأول مرة منذ اندلاع المظاهرات في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لم تغلق السلطات الأمنية الجسور الرابطة بين مدن الخرطوم، وبحري وأم درمان.
وردد المتظاهرون الذين يحملون الأعلام الوطنية هتافات مناوئة للحكم العسكري، وتطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي.
كما رفع المتظاهرون لافتات مكتوب عليها، "لا للحكم العسكري" و"دولة مدنية كاملة" و"الشعب أقوى والردة مستحيلة" و"حرية، سلام، وعدالة" و"نعم للحكم المدني الديمقراطي".
"غياب الثقة"
ودعت قوى سياسية سودانية معارضة إلى دعم "المواكب" الشعبية، وحضت على القصاص من أجل الضحايا، لا سيّما بعد قرارات أخيرة أصدرتها المحكمة العليا لإطلاق سراح أحد المتهمين بقتل أحد المتظاهرين عام 2019، بحسب مراسل "العربي".
وأوضح مراسل "العربي" وائل الحسن أن القوى السياسية ترى في قرارات المحكمة محاولة لتقوية الجانب العسكري في الحكم.
ولفت إلى أن "البعض اعتبر في تصريحات دقلو تنازل جديد، إلا أن التصريحات التي صدرت من المستشار الإعلامي للبرهان جاءت مناقضة لكلام دقلو".
وأشار المراسل، إلى أنه "لا يوجد ثقة بين الشارع والمكون العسكري الذي لم يقدم أي خطوات لتعزيز الثقة بين الطرفين ولا سيما مع استمرار القمع بحق المتظاهرين، مما يعني استمرار الاحتجاجات من قبل مناهضي الانقلاب".
وتسفر المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن على سقوط قتلى ومصابين، إذ ارتفع عدد القتلى من المتظاهرين جراء قمع الاحتجاجات إلى 117 قتيلًا منذ الانقلاب في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على ما أفادت لجنة أطباء السودان.
وبوتيرة شبه يومية، يشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني وترفض إجراءات استثنائية اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ويعتبرها الرافضون "انقلابًا عسكريًا".
ومقابل اتهامات له بتنفيذ انقلاب عسكري، قال رئيس البرهان إنه اتخذ إجراءات 25 أكتوبر، لـ"تصحيح مسار المرحلة الانتقالية"، متعهدًا بتسليم السلطة إما عبر انتخابات أو توافق وطني.