ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن شركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة "شي إن" (Shein) تواجه انتقادات واسعة النطاق من جيل من المتسوّقين بسبب تقليدها العلامات التجارية الصغيرة، وتأثيرها الضار على المناخ والبيئة في العالم.
وبدأت الشركة أعمالها في الصين تحت اسم "ZZKKO" عام 2008، قبل أن يغيّر مؤسسها كريس شو اسمها إلى "شي إن" عام 2015، على اعتبار أنه اسم يسهل تذكره والبحث عنه عبر الإنترنت.
واستطاعت "شي إن" جذب المستخدمين نتيجة عملية الإنتاج فائقة السرعة، وأسعار تنافسية مع عروض متنوّعة. وتنافس الشركة محلات الأزياء والموضة الشهيرة مثل "زارا" و"إتش آند أم"، حيث تقدّم تشكيلة واسعة من المنتجات بأسعار تنافسية.
وتعتبر الشركة المنافس الصيني لشركة "أمازون"، وتبيع حوالي 600 ألف منتج على منصّاتها عبر الإنترنت، وتصدّر منتجاتها إلى نحو 220 دولة حول العالم. كما تعاقدت مع حوالي 200 مصنع، بالقرب من مقرها الرئيسي في مدينة قوانغتشو، لتسريع عملية الإنتاج.
وخلال جائحة كوفيد 19، غذّت وسائل التواصل الاجتماعي نمو متجر "شي إن" بشكل هائل، وبات واحدًا من العلامات التجارية الاستهلاكية الصينية القليلة التي حازت شهرة عالمية.
لكن هذه الشهرة واجهتها انتقادات كبيرة بسبب تأثيرها الضار على البيئة، والافتقار إلى الشفافية والمزاعم بأنها تقلّد العلامات التجارية الصغيرة. الأمر الذي تنفيه الشركة، مؤكدة أنها تأخذ هذه الأمور على محمل الجد.
حقائب من أكياس بلاستيكية
لكن طالبة الأزياء الأميركية آفا غراند، التي اعتادت أن تشتري ملابسها عبر تطبيق الشركة، بدأت تشعر بالذنب من إسهامها في النفايات الضارّة بالبيئة، عندما بدأت تصلها طلباتها ملفوفة بأكياس بلاستيكية، وكل قطعة على حدة.
لذلك، قرّرت أن تصنع حقائب من هذه الأكياس البلاستيكية، ونشر أعمالها عبر تطبيق "تيك توك" بغية التعريف بالأضرار التي يخلّفها البلاستيك الناجم عن تغليف منتجات "شي إن" بها.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مبادرتها لقيت ملايين التعليقات الإيجابية والداعمة لها، حتى بات المستهلكون يرسلون لها أكياس منتجاتهم التي طلبوها من "شي إن". وأصبحت غراند واحدة من النشطاء الذين يدلون بتصريحات بشأن التأثير البيئي لشركة "شي إن".
وقال جمال الموسى، الباحث المتخصص في البيئة والمناخ لـ "العربي"، إنه منذ خمسينيات القرن الماضي أنتج العالم حوالي 9 مليارات طن من المواد البلاستيكية، مشيرًا إلى ضرورة وضع ضوابط واتفاقيات تقلل من استخدام المواد البلاستيكية التي لها مخاطر كبيرة.
ما مخاطر تسرب البلاستيك وتداعياته على مستقبلنا؟ إليكم الإحصائيات#شبابيك pic.twitter.com/ntGwerDn66
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 3, 2021
"تيك توك" في مرمى الانتقادات أيضًا
كما طالت الانتقادات تطبيق "تيك توك"، إذ يُواجه اتهامات بالترويج لـ"شي إن"، وبالتالي يدعم نشاطها الضار بالبيئة.
وقالت مينا لو، إحدى المؤثرات على موقع "يوتيوب" في هونغ كونغ: "تيك توك تروّج للاستهلاك المفرط، فبعض الفيديوهات تتمّ مشاهدتها أكثر من ثلاثة ملايين مرة".
في أبريل/ نيسان الماضي، تعرّضت درو أفوالو، المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي التي يتابعها أكثر من 7 ملايين شخص على تطبيق "تيك توك"، لانتقادات من قبل بعض معجبيها بعد شراكتها مع "شي إن" في أحد فيديوهاتها.
أما متجر الشركة المؤقت في تولوز الفرنسية، فتعرّض، في مايو/ أيار الماضي، لاحتجاجات من قبل متظاهرين استنكروا "الموضة السريعة" التي تعتمد على استهلاك الملابس مرات قليلة، قبل رميها في النفايات لرخص ثمنها وقلّة جودتها.
في المقابل، تؤكد الشركة أنها تحاول اتخاذ خطوات على صعيد الاستدامة وحماية البيئة، إذ أعلنت مؤخرًا عن صندوق مسؤولية المنتج الممتد بقيمة 50 مليون دولار، والذي يهدف إلى معالجة نفايات المنسوجات. كما عقدت "شي إن" اتفاق شراكة مع مؤسسة "The Or Foundation" البيئية والتعليمية غير الربحية ومقرّها الولايات المتحدة وغانا.
وخلال العام الماضي، عيّنت الشركة الأميركي آدم وينستون رئيسًا للشؤون البيئية والاجتماعية والحوكمة.
وقال وينستون، في تصريحات صحفية خلال هذا العام الجاري، إن شركته ترى أن الاستدامة "مهمة جدًا، وبالتالي نعمل شيئًا فشيئًا على تطوير برامج تُعالج مخاوف العملاء".