أقرّ الرئيس الأميركي جو بايدن، في مؤتمره الصحافي الأخير، بوصول حركة طالبان إلى أقوى مستوى عسكري لها منذ عام 2001؛ لكن رغم ذلك، فقد أكّد أن قوات بلاده ستنهي مهمتها في كابل مع نهاية أغسطس/ آب المقبل.
وأشار بايدن إلى أنّ واشنطن ملتزمة بدعم الحكومة الأفغانية ودعم الجهود الدبلوماسية من أجل إنهاء العنف الدائر في البلاد، لا سيما بعدما استطاعت طالبان السيطرة على ربع مناطق البلاد.
وفي السياق نفسه، أعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، سحب معظم القوات البريطانية من أفغانستان، لافتًا إلى أن بلاده ستعمل على "استخدام أدوات جديدة للعمل في مواجهة خطر الإرهاب هناك".
"طي صفحة طال أمدها"
وعن أسباب انسحاب واشنطن من أفغانستان، رغم التحذيرات من نشوب حرب أهلية في البلاد، يقول ديفيد بولجر، المستشار في الحزب الديمقراطي الأميركي: إن فترة الحرب التي خاضتها واشنطن في أفغانستان لمدة 20 عامًا كانت طويلة جدًا، "وعلى الشعب الأفغاني وحكومته أن يحكما وأن يتحملا مسؤولية المعارك بعد سنوات من إنفاق ملايين الدولارات الأميركية، عدا عن الخسار البشرية".
ويؤكد بولجر، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، أن دخول الجيش الأميركي إلى أفغانستان، كان هدفه الأساسي القبض على أسامة بن لادن، وقد حقق هذا الهدف عام 2011 وأُخرج تنظيم القاعدة من هناك.
ويلفت إلى أنّ المهمة تغيّرت بحسب تصريحات بايدن، معترفًا بأن الجيش الأميركي "لم يحقق نجاحًا أو أي هدف ملموس"، لكن كان يجب على واشنطن "طي هذه الصفحة من تاريخها العسكري" التي طال أمدها، والأهم هو "عدم تكرارها".
ويشدد بولجر على أنّ هذا القرار لا يعني إنهاء العلاقة مع أفغانستان، حيث ستواصل الولايات المتحدة دعمها للحكومة وتمويل الجيش.