رغم الدمار وغياب الدعم النفسي.. طلاب شمال سوريا يعودون إلى المدارس
بعد انقطاع عن التعليم بصورة متكررة جراء الزلزال والهزات الارتدادية، عاد طلاب شمال غربي سوريا لاستئناف دوامهم في المدارس في ظل غياب الدعم النفسي اللازم لمساعدتهم على اجتياز المحنة.
ويتحدث الإداري في مدرسة محمد رحيم قدور عتيق عن غياب أي برنامج دعم نفسي في المدرسة، مؤكدًا ضرورة وجود مرشد نفسي.
وقد أشارت آخر الإحصاءات في المنطقة إلى أن أكثر من 370 مدرسة تضررت جزئيًا بينما تعرضت أكثر من 120 لأضرار جسيمة. ويزيد هذا الأمر الأعباء على قطاع التعليم المنهك أساسًا من سنوات الحرب.
وتوفي خلال الزلزال، بحسب مديرية التربية، أكثر من 400 طالب وطالبة و93 من العاملين في قطاع التعليم، عدا عن أعداد أخرى كبيرة تعرضت لإصابات جسدية وتداعيات نفسية يصعب الشفاء منها.
تحديات نفسية
ويعتبر وزير التربية والتعليم العالي في الحكومة السورية المؤقتة د. جهاد حجازي أن وزارة التربية والتعليم أدركت منذ الأيام الأولى للكارثة أن الآثار النفسية سوف تكون كبيرة على الطلاب في شتى مراحل التعليم لأن غالبيتهم إما تعرضوا للإصابة جراء الزلزال، أو أصيبوا بصدمة نفسية جراء انهيار منازلهم ومبيتهم في العراء أو خسارة أفراد من عائلاتهم.
ويقول في حديث إلى "العربي" من إعزاز: "إن الجوانب النفسية سوف تكون واضحة ومؤثرة وسوف تظهر عقب عودة الطلاب إلى الصفوف وسوف يكون هناك عبء كبير على المعلمين في كيفية التعامل مع هذه الحالات".
ويلفت حجازي إلى أن قطاع التعليم منهك وسوف يزيد انقطاع الطلاب عن المدارس من المأساة، مشيرًا إلى أن العودة إلى المدارس مطلب من الأهالي.
جهود الترميم والدعم النفسي
ويؤكد أن فريق عمل بحثي ميداني قام بجولات ميدانية على المناطق المتضررة من الزلزال وصنف الأضرار المتفاوتة التي تعرضت لها المدارس بالتعاون مع المجالس المحلية ونقابة المهندسين. وقال: "لن نقوم بإرسال الطلاب إلى المدارس المتضررة والخطرة".
ولفت إلى أنه تم إنشاء منصة بمساعدة متخصصين من الوطن العربي تهدف لإعطاء بعض المحاضرات للمعلمين في معهد إعداد المدرسين الحكومي من أجل تقديم الدعم النفسي للطلاب.
ويشير حجازي إلى عدم توفر الإمكانيات لإنشاء مشروع وطني للدعم النفسي للطلاب المتضررين من الزلزال، آملًا أن تقدم المنظمات الإنسانية المهتمة بدعم القطاع التربوي الدعم اللازم للمشروع.
وحول جهود إعادة ترميم المدارس، يؤكد حجازي على دور المنظمات الأممية في ظل الحاجة لإعادة بناء بعض المدارس وترميم عدد آخر.