أعلنت ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية وقف عملياتها ضد تنظيم "الدولة" بسبب العمليات العسكرية التركية شمالي سوريا، وذلك بعد ساعات من قصف استهدف قاعدة عسكرية أميركية شمال شرقي البلاد من دون أن تتضح الجهة التي تقف وراء القصف.
وجددت واشنطن رفضها للعملية العسكرية التركية وسط تأكيدات من أنقرة على استمرارها حتى تحقيق أهدافها.
اتصالات بين الحسكة وواشنطن
وفي هذا السياق، يشير الباحث السياسي هوشنك حسن إلى أن القوات التركية تقوم باستهداف مناطق عدة منذ 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري بالطائرات العسكرية والمسيرات، مؤكًدا أن المواقع التي قصفت بلغت أكثر من 250 موقعًا في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
ويلفت حسن في حديث إلى "العربي"، من القامشلي، إلى سقوط عدد من الضحايا من المدنيين بينهم صحافي، حسب قوله.
ويعتبر أن المشهد في شمال سوريا يبدو أوضح بعد سبعة أيام على الغارات التركية، حيث إن واشنطن تصرّ على عدم إرضاء حليفها التركي وعلى مساندة قوات سوريا الديمقراطية وقد "قدمت وفود أميركية لطمأنة حلفائها في الحرب ضد تنظيم الدولة".
ويقول حسن: "جرت اتصالات بين الحسكة وواشنطن مفادها أنها ترفض العملية العسكرية التي تهدد الاستقرار في المناطق التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع التحالف الدولي".
تركيا تسعى لإقامة منطقة آمنة دائمة
من جهته، يوضح الباحث السياسي يوسف كاتب أوغلو "أن تركيا لا تستهدف المدنيين والبنى التحتية بل معاقل وأوكار الميليشيات المسلحة التي تعتبرها إرهابية".
ويشير في حديث إلى "العربي"، من اسطنبول، إلى أن تركيا تقوم بعملية عسكرية جوية وهي الآن على أبواب عملية عسكرية جوية لأن هناك هجمات على الداخل التركي وتهديد لأمن تركيا القومي.
ويقول: "إن الذي يريد الأمن والاستقرار في الداخل السوري عليه أن يعلم أن تركيا تريد الأمن والاستقرار في الداخل التركي"، مشيرًا إلى سقوط ضحايا مدنيين في تركيا.
ويلفت أوغلو إلى أن السقف الذي يمكن أن تقف عنده العملية العسكرية التركية قد حدّده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهو أن تكون هناك مناطق آمنة دائمة حيث ستتواجد القوات التركية على طول الحدود الممتدة على 911 كيلومترًا بعمق 30 كيلومتر وهو ما تمّ الاتفاق عليه بين روسيا وواشنطن في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، حيث تعهدتا بسحب قوات "بي واي دي" وواي بي جي" اللتين تهددان تركيا من تلك المناطق، لكن أحدًا لم يلتزم بذلك طيلة ثلاث سنوات.
كما يؤكّد أغلو أن تركيا قامت بأربع عمليات عسكرية في سوريا وهي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام" و"درع الربيع" و"لم تفشل بأي عملية وأن المناطق التي جرت فيها هذه العمليات تعد آمنة".