صرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأن روسيا حولت أكبر منشأة نووية في أوروبا إلى ساحة حرب، وعليها أن تنسحب كليًا من محطة زاباروجيا النووية.
جاء ذلك، خلال مشاركته اليوم في اجتماع عبر الفيديو لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الحرب في أوكرانيا، حيث كشف في مستهل كلمته أنّ روسيا أطلقت صواريخ على محطة للسكك الحديدية في منطقة دنيبروبتروفسك، بوسط أوكرانيا أسفرت عن سقوط ضحايا.
فقال زيلينسكي عبر رابط الفيديو: "هذه هي حياتنا كل يوم. هذه هي الطريقة التي استعدت بها روسيا لجلسة الأمم المتحدة هذه".
تحذير من تشرنوبيل جديدة
وفيما أشار الرئيس الأوكراني إلى أن بلاده تحتفل اليوم بعيدها الوطني بيوم الاستقلال، شدد أمام مجلس الأمن على أن روسيا استهدفت منشأة زاباروجيا بالقصف، وأن المناطق المجاورة معرضة لخطر التلوث الإشعاعي.
كما شرح زيلينسكي أن محطة زاباروجيا تضم 6 مفاعلات نووية فيما "انفجر مفاعل واحد في تشرنوبيل"، في إشارة منه إلى حجم الدمار الذي خلفته أكبر كارثة نووية شهدها العالم عام 1986.
لذلك، دعا الرئيس البعثة الدولية للطاقة الذرية لوضع يدها "بشكل كلي" على أكبر محطة نووية في أوروبا في أقرب فرصة ممكنة، وأنه "على روسيا أن توقف ومن دون شروط ابتزازها هذا والانسحاب كليًا من زاباروجيا".
زيلينسكي يلمّح أن الجوع ما زال يهدد العالم
من جهة أخرى، تطرق الرئيس الأوكراني إلى أن الحصار الروسي على الموانئ الأوكرانية زاد من أزمة الأمن الغذائي العالمي خصوصًا على ضوء الجفاف الذي تشهده القارة الأوروبية.
وحذّر زيلينسكي من أن روسيا اضطرت على السماح بتصدير الحبوب من 3 موانئ ما خفف الضغوطات على الأسواق الدولية، "ولكنه لم يلغ التهديد كليًا".
فأكد أن استئناف كل الصادرات الأوكرانية للحبوب، "هو ما سيضمن لنا أن عشرات الملايين من حول العالم الذي سيملكون ما يأكلونه في الأشهر القادمة".
كما عبر زيلينسكي عن امتنانه للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكل من ساهم في "التصدي للأزمة الغذائية التي يتحمل مسؤوليتها الروس".
في هذا الإطار، دعا الرئيس الأوكراني إلى بذل كل جهد في سبيل توسيع مبادرة تصدير الحبوب التي وقعت عليها تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة الشهر الفائت، والتي تهدف إلى تأمين الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية.
وعن أزمة الطاقة، اتهم زيلينسكي موسكو بأنها تحاول فرض "فقر الطاقة" على الملايين، "فتحرمهم من الوصول إلى السلع الأساسية من خلال رفع أسعار الوقود بشكل متعمد".
روسيا تحاول منع مشاركة زيلينسكي
وجاءت كلمة الرئيس الأوكراني في جلسة عقدها مجلس الأمن بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، بناء على طلب تقدمت به 6 دول هي ألبانيا وفرنسا وأيرلندا والنرويج وبريطانيا والولايات المتحدة.
وكان المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبيزيا، قد طلب في كلمة له قبل بدء فعاليات الجلسة، بمنع الرئيس الأوكراني من المشاركة في الجلسة.
فقد برر السفير الروسي طلبه بالقول: "بلادي تعارض أن يشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي من بعد في هذه الجلسة.. هذه مسألة إجرائية بحتة وليس لها علاقة بالسياسة".
وأكمل نيبيزيا: "بإمكان الرئيس الأوكراني الحضور شخصيا إلى قاعة المجلس وإلقاء كلمته حتى لا يكون ذلك سابقة في أعمال المجلس".
إلا أن مجلس الأمن الدولي عاد وصوّت بأغلبية ساحقة، اليوم الأربعاء ضد الطلب الروسي، إذ صوتت 13 دولة من إجمالي 15 لصالح مشاركة زيلينسكي، وامتنعت الصين عن التصويت، فيما رفضت روسيا.