أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم السبت، أن الأمم المتحدة تعمل مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للتغلب على العقبات التي تحول دون وصول الأغذية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.
وكشف غوتيريش أنه "جار بالفعل تصدير أكثر من 650 ألف طن متري من الحبوب والأغذية الأخرى بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة الأمم المتحدة في تركيا الشهر الماضي، لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية التي توقفت منذ التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا في فبراير/ شباط".
وقال غوتيريش في إسطنبول حيث زار مركز التنسيق الذي يشرف على الصادرات: "الجزء الآخر من هذا الاتفاق الشامل هو وصول الأغذية والأسمدة الروسية، التي لا تخضع لعقوبات، دون عوائق إلى الأسواق العالمية". وشكر الأمين العام للأمم المتحدة تركيا على دورها المهم في مبادرة شحن الحبوب الأوكرانية.
وأشار إلى أن الدول التي فرضت عقوبات على روسيا بسبب اجتياحها لأوكرانيا أوضحت أن هذه العقوبات لا تنطبق على الأغذية والأسمدة، لكنه أضاف أنه يوجد مع ذلك "تأثير شديد" على الصادرات الروسية.
"ضرورة تذليل العراقيل والصعوبات"
وقال غوتيريش الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: "هناك عدد معين من العقبات والصعوبات التي تحتاج إلى تذليلها فيما يتصل بالشحن والتأمين والتمويل". وأضاف أن الأمم المتحدة تعمل مع واشنطن والاتحاد الأوروبي لتجاوز تلك العقبات.
وأردف أن "الحصول على المزيد من المواد الغذائية والأسمدة من أوكرانيا وروسيا أمر بالغ الأهمية لتهدئة أسواق السلع الأساسية وخفض الأسعار للمستهلكين".
وكانت روسيا وأوكرانيا تسهمان بنحو ثلث صادرات القمح العالمية قبل الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي تصفها موسكو بأنها عملية عسكرية خاصة. وروسيا من المصدرين الرئيسيين للأسمدة أيضًا.
وكان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار قد أكد من جهته خلال تصريح أدلى به خلال مرافقته غوتيريش، شحن 656 ألفًا و349 طنًا من الحبوب الأوكرانية منذ مطلع أغسطس/ آب الجاري بموجب اتفاق إسطنبول.
خروج أول سفينة لتصدير الحبوب الأوكرانية من ميناء #أوديسا منذ بدء الحرب#العربي_اليوم #أوكرانيا تقرير: محمد زاوي pic.twitter.com/HTgWDrmbvw
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 1, 2022
وقال أكار، عقب لقائه ممثلي تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة بمقر "مركز التنسيق المشترك": إن النزاع الروسي الأوكراني، زاد من خطر حدوث أزمة طاقة وغذاء في العالم.
وأضاف أن تلك الأزمة ولدت الحاجة لإنشاء ممر آمن في البحر لشحن أكثر من 25 مليون طن من الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية إلى البلدان المحتاجة بأسرع وقت ممكن.
وشهدت إسطنبول في 27 يوليو/تموز الماضي، افتتاح مركز التنسيق لضمان الشحن الآمن للحبوب من الموانئ الأوكرانية، الذي يضم ممثلين من تركيا وأوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة.
وفي 22 يوليو من الشهر نفسه، جرت في المدينة نفسها برعاية الرئيس رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مراسم توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية" بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.
ويضمن الاتفاق تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم.
