أفاد مراسل "العربي" من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة صباح اليوم الأربعاء، بأن زوارق تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار باتجاه المدينة بكثافة، بعد قصف مدفعي متقطع، تخلّلته غارة جوية استهدفت منزلًا شرقي المدينة.
وأضاف مراسلنا أحمد البطة، أن قصفًا مدفعيًا طال المناطق الشمالية لمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فيما لا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح، المعبر الرئيسي للقطاع، والذي يشكل الامداد الوحيد للمساعدات الإنسانية والطبية.
إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" أن فلسطينيين اثنين استُشهدا فجر اليوم، بعد استهداف الاحتلال لدراجة نارية قرب بوابة صلاح الدين جنوب رفح.
كما قالت إن طائرات الاحتلال استهدفت شقة في بناية سكنية لعائلة اللوح، قرب مدرسة الفلاح بمنطقة عسقولة في حي الزيتون شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد المواطن نعيم محمد اللوح، وزوجته سوزان اللوح، وأبنائهما: علي، ومحمد، وكرم، وسما، وميس.
استئناف المفاوضات
وبموازاة هذه التطورات الميدانية، أفاد إعلام مصري بـ"استكمال مفاوضات الهدنة في قطاع غزة بين الأطراف كافة" بالقاهرة اليوم الأربعاء.
جاء ذلك وفق ما نقلته قناة القاهرة الإخبارية الخاصة عن مصدر رفيع المستوى لم تذكر اسمه، غداة قبول حماس بمقترح قطري مصري لوقف إطلاق النار بغزة، قابلته إسرائيل بالرفض، قبل أن ترسل وفدها الثلاثاء لمحادثات بالقاهرة.
ومساء أمس، جدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة متلفزة، التأكيد على رفض تل أبيب لمقترح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي وافقت عليه حركة حماس، مؤكًدا تمسكه بالعملية العسكرية البرية على رفح.
ونقلت القناة عن المصدر رفيع المستوى قوله: "أبلغنا إسرائيل بخطورة التصعيد في رفح"، مضيفًا: "مصر جاهزة للتعامل مع كل السيناريوهات".
بيرنز في تل أبيب
إلى ذلك، ذكر مراسل "العربي" في واشنطن أن الإدارة الأميركية تؤكد وجود ثغرات في الاتفاق بين حماس والحكومة الإسرائيلية، مع إمكانية سدها والوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، لاسيما بعد أن نقل موقع "أكسيوس" أن مدير المخابرات الأميركية ويليام بيرنز، سيتوجه إلى تل أبيب لإجراء محادثات بشأن الهدنة مع نتنياهو.
وقال مراسلنا عبد الرحمن البرديسي، إن الإدارة الأميركية تؤكد أن لا نية لديها لقبول اجتياح موسع لمدينة رفح، وترى أن ما حدث خلال الساعات الماضية مجرد عملية جزئية للجيش الإسرائيلي.
وتحدث عن إعلان واشنطن عن رغبتها فتح معبر كرم أبو سالم لدخول المساعدات إلى القطاع.
وفي وقت سابق الثلاثاء، وصل الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى القاهرة، وسط تظاهرات أمام وزارة الأمن في تل أبيب تطالب بمنحه صلاحيات كبيرة من أجل التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية في غزة.