اتهم 12 مسؤولًا حكوميًا أميركيًا سابقًا، إدارة الرئيس جو بايدن أمس الثلاثاء بـ"التواطؤ الذي لا يمكن إنكاره" في قتل الفلسطينيين في قطاع غزة.
ودفع دعم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للاحتلال الإسرائيلي بعدوانه المستمر منذ نحو 9 أشهر على غزة ، بعدد من المسؤولين إلى الاستقالة.
وقد اتهمه بعض المسؤولين المستقيلين من إدارته بغض الطرف عن الفظائع الإسرائيلية في القطاع الفلسطيني.
انتهاك القوانين لدعم إسرائيل
وفي بيان مشترك، أكد المسؤولون الأميركيون المستقيلون أن إدارة بايدن تنتهك القوانين الأميركية من خلال دعمها لإسرائيل، وإيجاد ثغرات لمواصلة شحن الأسلحة إلى حليفتها.
ولم يكن لدى البيت الأبيض ووزارة الخارجية تعليق فوري على البيان، الذي صدر بينما تزداد الانتقادات الدولية لنهج إسرائيل في غزة وللدعم العسكري والدبلوماسي الأميركي لحليفتها في الحرب.
ومن بين الموقعين على البيان المشترك مسؤولون سابقون في وزارات الخارجية، والتعليم، والداخلية، والبيت الأبيض، والجيش.
ووفق "رويترز" ذكر المسؤولون السابقون في البيان، أن "الغطاء الدبلوماسي الأميركي لإسرائيل والتدفق المستمر للأسلحة إليها، يؤكد تواطؤنا الذي لا يمكن إنكاره في عمليات القتل والتجويع القسري للفلسطينيين المحاصرين في غزة".
وحثّ البيان الحكومة الأميركية على استغلال "نفوذها الأساسي والمتاح" لإنهاء الحرب وضمان إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة، والمعتقلين الفلسطينيين في إسرائيل.
كما طالبوا الحكومة الأميركية بدعم حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وتمويل "توسيع فوري للمساعدات الإنسانية" في غزة.
من هم المسؤولون الأميركيون المستقيلون؟
مريم حسنين
بحسب "رويترز"، تركت مريم حسنين التي كانت تعمل مساعدة خاصة بوزارة الداخلية الأميركية والمختصة بالموارد الطبيعية والإرث الثقافي عملها أمس الثلاثاء.
وانتقدت حسنين سياسة بايدن الخارجية، ووصفتها بأنها "تسمح بالإبادة الجماعية" وتجرد العرب والمسلمين من إنسانيتهم.
محمد أبو هاشم
بدوره، أنهى محمد أبو هاشم وهو أميركي من أصل فلسطيني، الشهر الماضي مسيرة مهنية استمرت 22 عامًا في سلاح الجو الأميركي.
وقال أبو هاشم إنه فقد أقارب له في غزة في الحرب، بما في ذلك عمته التي استشهدت في غارة جوية إسرائيلية في أكتوبر الماضي.
رايلي ليفرمور
كما شدد رايلي ليفرمور، الذي كان مهندسًا بسلاح الجو الأميركي لغاية منتصف يونيو/ حزيران، على أنه سيترك منصبه.
وأضاف ليفرمور لموقع "إنترسبت الإخباري": "لا أريد أن أعمل على شيء يمكن أن يتغير الهدف منه ويستخدم لقتل الأبرياء".
ستايسي جيلبرت
بدورها غادرت ستايسي جيلبرت، التي عملت في مكتب السكان واللاجئين والهجرة بوزارة الخارجية، منصبها في أواخر شهر مايو/ أيار الفائت.
وأوضحت المسؤولة الأميركية أنها استقالت بسبب تقرير إلى الكونغرس قالت فيه الإدارة كذبًا إن إسرائيل لا تمنع المساعدات الإنسانية عن غزة.
ألكسندر سميث
أما ألكسندر سميث، فهو متعاقد مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية واستقال في أواخر مايو، بدعوى الرقابة.
فقد اتهم سميث الوكالة بإلغاء نشر عرض له عن "وفيات الأمهات والأطفال بين الفلسطينيين"، فيما زعمت الوكالة أن العرض لم يخضع للمراجعة والموافقة المناسبة.
ليلي غرينبيرغ
في مايو/ أيار، أصبحت ليلي غرينبيرغ كول أول شخصية سياسية يهودية معينة تستقيل، بعد أن عملت مساعدة خاصة لكبير موظفي وزارة الداخلية الأميركية.
وكتبت غرينبيرغ في صحيفة "الغارديان" شارحةً: "باعتباري يهودية، لا أستطيع أن أؤيد كارثة غزة".
آنا ديل كاستيلو
تركت آنا ديل كاستيلو، نائبة مدير مكتب الإدارة والميزانية بالبيت الأبيض منصبها في أبريل، وأصبحت أول مسؤولة معروفة في البيت الأبيض تترك الإدارة بسبب السياسة تجاه غزة.
هالة راريت
والسبب نفسه دفع بالمتحدثة باسم وزارة الخارجية باللغة العربية، لترك منصبها في أبريل احتجاجًا على سياسة الولايات المتحدة في غزة، حسبما كتبت على صفحتها على موقع "لينكد إن".
أنيل شيلين
واستقالت أنيل شيلين من مكتب حقوق الإنسان بوزارة الخارجية في أواخر مارس/ آذار، وكتبت في مقال نشرته شبكة "سي إن إن" أنها لا تستطيع خدمة حكومة "تسمح بمثل هذه الفظائع".
طارق حبش
طارق حبش أميركي من أصل فلسطيني، قرر الاستقالة من منصبه كمساعد خاص في مكتب التخطيط التابع لوزارة التعليم في يناير/ كانون الثاني.
وقال حبش إن إدارة بايدن تتعامى عن الفظائع في غزة.
هاريسون مان
استقال هاريسون مان الضابط برتبة ميجر في الجيش الأميركي والمسؤول بوكالة مخابرات الدفاع، في نوفمبر/ تشرين الثاني بسبب السياسة في غزة.
جوش بول
وغادر مدير مكتب الشؤون السياسية العسكرية بوزارة الخارجية جوش بول، منصبه في أكتوبر/ تشرين الأول في أول استقالة معلنة، مشيرًا إلى ما وصفه بالدعم الأعمى من واشنطن لإسرائيل.
ما أهمية هذه الاستقالات؟
متابعةً لهذه التطورات، يلفت مسعود معلوف، الخبير في الشؤون الأميركية، إلى أن الاستقالات بدأت منذ شهر أكتوبر الماضي، قل أن تليها الاستقالات الأخرى.
ويشرح معلوف في حديث مع التلفزيون العربي من واشنطن، أن هناك 4 استقالات من وزارة الخارجية وحدها، و4 استقالات أخرى من طاقم الرئيس بايدن السياسي، و3 استقالات من الطاقم العسكري أو من مخابرات الجيش، فضلًا عن استقالة واحدة من وكاله التنمية الدولية.
ويردف موضحًا أن "هذه أمور هامة، والملفت أن من بين المستقيلين 2 يهود أميركيين، فهناك يهود أميركيين يحتجون على سياسة الرئيس بايدن".
ومن المستقيلين من قضى أكثر من 20 عامًا في الخدمة، ومنهم من قضى فترة أقل من ذلك، ما يدل على أن "لدى هؤلاء من الكرامة ما لا يجعلهم يقبلون بما تقوله إدارة بايدن، التي يشعرون أنها تقول شيئًا وتفعل شيئًا آخر حتى أصبحت متهمة بالتواطؤ الكامل"، برأي معلوف.