رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الإثنين، مقارنة الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، ما يجري في بلاده، بـ"المحرقة النازية".
وقال بينيت لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: "أنا شخصيًا أعتقد أنه لا ينبغي مقارنة (المحرقة النازية) الهولوكوست، بأي شيء، إنه حدث فريد في تاريخ الشعوب، في تاريخ العالم، الإبادة المنهجية للناس، في غرف الغاز؛ كان أمرًا غير مسبوق".
وكان الرئيس الأوكراني قد شبه أكثر من مرة، آخرها خلال كلمة له عبر تطبيق "زووم" لنواب في البرلمان الإسرائيلي الأحد، ما يجري في أوكرانيا بالمحرقة النازية.
وقال زيلينسكي، الذي لطالما شدّد على انتمائه إلى الديانة اليهوديّة: "لقد اتّخذت أوكرانيا خيارها قبل 80 عامًا بإنقاذ اليهود". وشبّه في نقاط عدّة أتى على ذكرها، الهجوم الروسي لبلاده بـ"المحرقة النازيّة".
وأضاف: "الجيش الروسي يبحث على مدار 25 يومًا عن النازيين الأوكرانيين الذين اخترعهم، من دون أن يتمكن من العثور عليهم".
فجوات "كبيرة للغاية"
ومن جهة ثانية، أشار بينيت، الذي يتوسط بين أوكرانيا وروسيا، إلى أن الفجوات بين الطرفين، ما زالت "كبيرة للغاية"، رغم حدوث بعض التقدم.
وقال: "في الأسابيع الأخيرة، كان هناك بعض التقدم بين الجانبين، لكنّ الفجوات في الوقت الحاضر في عدد القضايا الأساسية لا تزال كبيرة للغاية".
وأضاف بينيت: "سنواصل مع الأصدقاء الآخرين في العالم محاولة الوساطة لوضع حد للحرب، وهذا أفضل شيء يمكن أن يحدث".
وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي: "نرى نوعًا من التقارب؛ ولكن كما قلت، لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه".
الدعم الإسرائيلي لأوكرانيا
وتجنّب بينيت الإجابة بشكل مباشر، على طلب أوكرانيا مساعدتها بالسلاح، وقال: "أنا رئيس وزراء إسرائيل، والمبادئ التي ترشدنا في سياق الأزمة الأوكرانية، أو حرب روسيا وأوكرانيا، هي المساعدة والحساسية تجاه المحنة الهائلة للشعب الأوكراني إلى جانب المصالح الإسرائيلية".
وأضاف بينيت: "أنا أوازن الأشياء؛ مسؤوليتي في النهاية هي وجود الدولة وأمنها وأمن مواطنيها، ونحن نقوم بذلك بالطريقة الصحيحة في نظري".
وكان الرئيس الأوكراني قد طالب إسرائيل بمساعدة بلاده بالسلاح، وفرض عقوبات على روسيا.
وأشار بينيت إلى أن الوساطة التي يجريها بين روسيا وأوكرانيا، تتم بالتنسيق الكامل مع الإدارة الأميركية، ومع الدول الأوروبية الكبرى.
وقال: "لا توجد خطوة تم أخذها بدون تنسيق، أستطيع أن أقول إن كل الوساطة التي نقوم بها هي بالتنسيق الكامل مع الإدارة الأميركية، مع الدول الأوروبية الرائدة. لا توجد خطوة تم أخذها بدون تنسيق".
ويجري بينيت وساطة بين روسيا وأوكرانيا، حيث زار في 5 مارس/ آذار الجاري، موسكو والتقى الرئيس فلاديمير بوتين.
ويأتي ذلك فيما يستمر الهجوم الروسي على أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط الماضي، رغم ردود الفعل الدولية الغاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء عمليتها العسكرية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو" والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلًا في سيادتها".