الخميس 21 نوفمبر / November 2024

رمز لمعاناة الفلسطينيين.. الأكفان البيضاء شاهدة على مجازر غزة

رمز لمعاناة الفلسطينيين.. الأكفان البيضاء شاهدة على مجازر غزة

شارك القصة

 شيوع الأكفان البيضاء يشير إلى حجم المعاناة في قطاع غزة - أ ف ب
شيوع الأكفان البيضاء يشير إلى حجم المعاناة في قطاع غزة - أ ف ب
يقول مروان الهمص مدير مستشفى أبو يوسف النجار إن شيوع الأكفان البيضاء يشير إلى حجم المعاناة في قطاع غزة.

كتب زوج على كفن زوجته التي حصدت الحرب في قطاع غزة روحها: "حياتي.. عيوني.. روحي"، وكتب ابن على كفن والدته: "أمي وكل شيء".

الفقيدتان من بين أكثر من 21 ألف فلسطيني استشهدوا في العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت.

وعلى مدى 12 أسبوعًا انقضت، باتت الأكفان البيضاء المتراصة في كل مكان في غزة رمزًا للشهداء الذين قضوا جراء القصف الإسرائيلي على الأحياء السكنية ومراكز الإيواء والمستشفيات.

وفي مقابل نقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية في القطاع المحاصر ظلت الأكفان البيضاء وفيرة. لكن كلمات الحب لا تكتب عليها كلها، فبعض من رحلوا لا يمكن التعرف على هوياتهم.

وفي تلك الحالات يحمل الكفن كلمات مثل "ذكر مجهول"، و"أنثى مجهولة". وقبل الدفن يتم التقاط صور للشهداء وتوثيق تاريخ وموقع القصف الذي أودى بحياتهم ليتسنى لذويهم التعرف عليهم يومًا ما.

وحتى إن تواصل العدوان الإسرائيلي أكثر فمن المتوقع أن تواكب إمدادات الأكفان البيضاء التي تتبرع بها حكومات عربية ومؤسسات خيرية وتيرة الطلب المتزايد. 

لكن هناك صعوبات بسبب العدد الهائل من الشهداء وفي بعض الأحيان توجد فجوات في إتاحتها بين مكان وآخر.

الكفن رمز المعاناة الفلسطينية

وفي السياق، قال محمد أبو موسى المتطوع في جمعية قيراطان لتجهيز الموتى: "مخزون الأكفان الذي تم التبرع به نفد تمامًا في أول أيام الحرب على قطاع غزة... واجهنا صعوبات جمة، وكنا نضع تقريبًا أربع أو خمس شهداء في كفن واحد".

بدوه، يقول مروان الهمص مدير مستشفى أبو يوسف النجار إن شيوع الأكفان البيضاء يشير إلى حجم المعاناة في قطاع غزة.

وتابع قائلًا: "كثرة الشهداء جعلت الكفن الأبيض رمزًا لهذه الحرب وأصبح يوازي علم فلسطين في تأثيره في داخل العالم ومعرفة العالم برمزية قضيتنا... أصبح الآن الكفن رمزًا للقضية الفلسطينية ولهذه الحرب.. حرب الإبادة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة".

وذكر طبيب في مستشفى بمدينة رفح جنوب القطاع لوكالة "رويترز" أن الأكفان التي تأتي من جهات تبرع عربية تصل مغلفة وبها مستلزمات تجهيز الجثمان.

من جهته، أشار مسؤول في وزارة الصحة في القطاع  إلى وجود نوعين من الأكفان، الأول مصنوع من القماش والثاني من النايلون. ويقول: "أكفان النايلون تأتي بلونين أبيض وأسود، أحيانًا نستخدم اللونين في عملية تحضير جثامين الشهداء للدفن".

وأضاف: "أحيانًا نحصل على أكفان باللون الأسود.. لكننا نحاول قدر الإمكان تجنبها، ونفضل الأبيض.. الكميات الموجودة لدينا كبيرة جدًا من الأكفان القماشية باللون الأبيض".

وفي الأوقات العادية في قطاع غزة لحظة وفاة شخص يسارع أحد أقاربه للسوق لشراء كفن.

"التجربة الأكثر إيلامًا"

وبالنسبة لعبد الحميد عبد العاطي الصحفي المحلي، فقد رأى جثث ستة من أحبائه تسحب من تحت الركام، منهم أمه وشقيقه.

وراح الستة ضحية غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة في السابع من الشهر الجاري، ودمرت الضربة البناية على رؤوسهم وهم نائمون.

وروى كيف أخذ على عاتقه الإجراءات في تجربة وصفها بأنها الأكثر إيلامًا في حياته. وراح يقول: "أخذت الأكفان من المستشفى وكفنتهم بنفسي".

شيوع الأكفان البيضاء يشير إلى حجم المعاناة في قطاع غزة - إكس

شيوع الأكفان البيضاء يشير إلى حجم المعاناة في قطاع غزة - إكس

ويعتبر عبد العاطي أن عزاءه الوحيد هو أن ذويه مثواهم الجنة ويقول: "الأكفان أو اللون الأبيض يرمز للسلام والهدوء، جزء من ثقافتنا ومعتقدنا، بالأكفان البيضاء وكأننا نطلب من ربنا أنه يغفر لهم جميع ذنوبهم وأن يتقبلهم في الجنة".

ولدى سؤاله عن مدى انشغال ذهنه بتعرضه لخطر الموت رد بالقول: إن الجميع خائفون وبحلول الليل يشعر الناس بأنهم حبيسون كل منهم في انتظار دوره للموت.

تابع القراءة
المصادر:
رويترز
تغطية خاصة
Close