الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

روسيا تضم 4 مناطق أوكرانية.. ما دلالات الخطوة وانعكاسها على الصراع؟

روسيا تضم 4 مناطق أوكرانية.. ما دلالات الخطوة وانعكاسها على الصراع؟

شارك القصة

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تناقش أبعاد وتداعيات الخطوة الروسية بضم أربعة أقاليم أوكرانية، وتبحث في الانعكاسات المتوقعة للخطوة (الصورة: غيتي)
في مقابل إعلان بوتين ضم أربعة أقاليم أوكرانية إلى روسيا، تقدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بطلب عاجل لانضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي.

دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الإعلان عن ضم 4 مناطق أوكرانية، كييف إلى الكف عن الأعمال القتالية والعودة إلى طاولة المفاوضات.

واتهم الرئيس الروسي الولايات المتحدة وبريطانيا بتحويل دول ومدن إلى أطلال وبأنهما خلفتا جثثًا وراءهما في بلدان عديدة.

بوتين أشار إلى أن الغرب يريد تصنيف موسكو عدوًا ولا يريد حلا عمليًا لأزمة الطاقة، لافتًا إلى أن القيام بعمليات تخريبية وتفجير خطوط الغاز في البلطيق هو ضمن وسائل مواجهة روسيا، معتبرًا أن الغرب هو المستفيد من هذا الأمر.

وفي مقابل خطاب بوتين، تقدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بطلب عاجل لانضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي، مشددًا على أن أوكرانيا لن تتفاوض مع روسيا ما دام بوتين رئيسًا.

بدورها، نددت الولايات المتحدة والقوى الغربية بخطاب بوتين، رافضة ما تضمنه، وأعادت التأكيد على ضرورة احترام سيادة أوكرانيا حتى تحريرها.

أما بكين التي تجمعها مع موسكو شراكة إستراتيجية، فأكدت أن موقفها ثابت تجاه أوكرانيا ويتمثل باحترام سيادتها مع مراعاة الهواجس الأمنية لأي دولة أخرى.

"ضم غير قانوني"

وفي هذا الإطار، رأى أستاذ العلاقات الدولية ماكسيم يالي أن الوضع لم يتغير بالنسبة لكييف بعد الإعلان الروسي، معتبرًا أن ضم أراض أوكرانية غير قانوني.

وشدد في حديث إلى "العربي" من كييف على أن بلاده ستواصل القتال والكفاح، لافتًا إلى أن بوتين كان بحاجة إلى هذه الخطوة ليظهر أنه حقق بعض النتائج للشعب الروسي بعد "هزيمة" القوات الروسية على حد تعبيره.

وذكّر بالمواقف الدولية والغربية التي أكدت أن هذا الضم غير قانوني وأنهم لا يوافقون عليه، وقال إن بوتين سيبدأ بتهديد أوكرانيا والعالم باستخدام الأسلحة النووية.  

وشدد يالي على أن ما يجري هي "حرب شاملة وشعواء وخصوصًا مع مقتل الآلاف، وبعد التعبئة الروسية قد تدخل مزيد من القوات إلى أوكرانيا إلا أننا متحدون ومستعدون للقتال".

يالي رأى أن أي مفاوضات مع الجانب الروسي ستفشل لأن موسكو لا تحترم المعاهدات والاتفاقات.

"تفاوض على الاعتراف بالأمر الواقع"

بدوره، قال الصحافي أندريه مورتازين إن روسيا مستعدة للتفاوض مع زيلينسكي على أمر واحد وهو الاعتراف بالأمر الواقع، وبانضمام المناطق الأربعة إضافة إلى شبه جزيرة القرم إلى روسيا.

وأشار في حديث إلى "العربي" من موسكو إلى أن ذلك برأي روسيا يمكن أن يكون أساسًا للمفاوضات المقبلة.

وأكد أن ما كان يشترطه زيلينسكي سابقًا بانسحاب روسيا من دونيتسك ولوغانسك وشبه جزيرة القرم هو أمر مستحيل بالنسبة إلى موسكو.

وشدد على أن كييف كانت عام 2014 ترغب بالانضمام إلى حلف الناتو وتقديم قاعدة بحرية في سيباستوبول لهذا الحلف، وقال إنه لو لم تقم روسيا بضم شبه جزيرة القرم في حينه لكان الأسطول السادس الأميركي في المنطقة.

وأضاف أن "العملية العسكرية" المستمرة منذ فبراير/ شباط كانت ردًا على محاولة زيلينسكي طرد المقربين من روسيا من بعض المناطق.

ما السبيل لإدانة خطوة موسكو؟

أستاذ القانون الدولي بول مرقص أوضح أن عبارة "ضم" تعني أن هناك من أضاف أرضًا عنوة إلى أراضيه.

وشرح في حديث إلى "العربي" من بيروت أن مبادئ القانون الدولي تنص على حرية أي إقليم في استفتاء مصيره.

ولفت إلى أن ما حصل اليوم مشابه للذي حصل في شبه جزيرة القرم عام 2014، حيث لم يستطع حينذاك مجلس الأمن الدولي اتخاذ قرار بسبب الفيتو الروسي الذي يستطيع أن يكرر المشهد نفسه اليوم إذا ما أراد المجلس إدانة ضم الأقاليم الأربعة.

واعتبر أن السبيل الوحيد للإدانة حاليًا هو عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ليس لقراراتها الصفة الإلزامية، موضحًا أن جل ما يمكنها القيام به هو إصدار قرار معنوي ورمزي أو أن تطلب استطلاع رأي محكمة العدل الدولية تمهيدًا لصدور توصية عنها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي