السبت 14 Sep / September 2024

روسيا تنفي مسؤوليتها.. سقوط طائرة مسيرة أميركية في البحر الأسود

روسيا تنفي مسؤوليتها.. سقوط طائرة مسيرة أميركية في البحر الأسود

شارك القصة

نافذة إخبارية لمراسل "العربي" حول تداعيات اصطدام مقاتلة روسية بطائرة مسيرة أميركية فوق البحر الأسود (الصورة: وسائل التواصل)
أعلنت أميركا أنها استدعت السفير الروسي في واشنطن إلى وزارة الخارجية للتعبير عن "اعتراضها الشديد" بعد الحادث الذي تعرّضت له المسيرة الأميركية فوق البحر الأسود.

في حادث وصفه الجيش الأميركي بأنه "متهور"، أصابت مقاتلة روسية من طراز "سوخوي-27" مروحة طائرة مسيرة أميركية للاستطلاع اليوم الثلاثاء، مما تسبب في سقوطها في البحر الأسود، وفق رواية الولايات المتحدة.

وقال الجنرال جيمس هيكر قائد سلاح الجو الأميركي في أوروبا وإفريقيا: "كانت طائرتنا MQ-9 تقوم بعمليات روتينية في المجال الجوي الدولي عندما اعترضتها طائرة روسية وصدمتها، ما أدى إلى تحطمها. في الواقع، تسبب هذا العمل غير الآمن وغير المهني من قبل الروس في تحطم الطائرتين".

وأفادت القيادة الأميركية في بيان: "قبل الاصطدام، ولعدة مرات، ألقت طائرتا سوخوي-27 الوقود على المسيرة MQ-9 وحلقتا أمامها على نحو متهور وغير سليم بيئيًا وغير مهني".

وأكد دبلوماسيون من حلف شمال الأطلسي في بروكسل الواقعة، لكنهم قالوا إنهم لا يتوقعون أن يؤدي الأمر إلى تصعيد وإلى مواجهة أخرى على الفور.

وقال مصدر عسكري غربي لـ"فرانس برس"، طالبًا عدم الكشف عن هويته، إنه سيتم تفعيل القنوات الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة. وأضاف: "في رأيي، القنوات الدبلوماسية ستخفف من أثر ذلك".

غير آمن وغير احترافي

وتستخدم الولايات المتحدة مسيرات "ريبر" في المراقبة وتوجيه ضربات، وهي مشغلة منذ فترة طويلة فوق البحر الأسود لمراقبة القوات البحرية الروسية، فيما ازداد التوتر في المنطقة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا قبل عام.

وقال الجنرال جيمس هيكر: إن "الطائرات الأميركية والحليفة ستستمر في العمل في المجال الجوي الدولي وندعو الروس إلى التصرف بشكل مهني وآمن".

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين: إن عمليات الاعتراض الروسية في المنطقة شائعة، لكن هذا "جدير بالملاحظة لأنه كان غير آمن وغير احترافي، بل كان متهورًا بالفعل".

وأضاف كيربي أنه تم إطلاع الرئيس جو بايدن على الواقعة وأن وزارة الخارجية ستبلغ موسكو بمخاوف واشنطن.

وتابع: "لسنا بحاجة إلى إبلاغ الروس قبل أن نطير في المجال الجوي الدولي. هذا ليس مطلوبًا ونحن لا نفعل ذلك".

في المقابل، اعترف الجيش الروسي بأن اثنتين من مقاتلاته اعترضتا مسيرة أميركية فوق البحر الأسود الثلاثاء، لكنه أكد أنهما لم تصطدما بها ولم تتسببا في سقوطها خلافًا لما أعلنته واشنطن.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: "بعد مناورة عنيفة بدأت المسيّرة MQ-9 رحلة خارجة عن السيطرة وهوت وارتطمت بسطح المياه"، موضحة أن المقاتلتين الروسيتين لم تطلقا النار ولم "تحتكا" بالطائرة.

وإثر ذلك، أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها استدعت السفير الروسي في واشنطن إلى وزارة الخارجية للتعبير عن "اعتراضها الشديد" بعد الحادث الذي تعرّضت له المسيرة الأميركية فوق البحر الأسود.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين: "سنستدعي السفير الروسي إلى وزارة الخارجية"، مضيفًا أن السفير الأميركي في موسكو نقل أيضًا احتجاجات واشنطن في رسالة إلى وزارة الخارجية الروسية.

واشنطن تنتقد عدم احترافية الجيش الروسي

وفي هذا الإطار، أفاد مراسل "العربي" أن استدعاء السفير الروسي هو على الأغلب إجراء لإبلاغ الروس بامتعاض الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين مما حدث اليوم، وذلك من خلال ما أظهرته البيانات المتكررة والتي صدرت عن القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا.

وأضاف أن جميع هذه البيانات أشارت إلى عدم احترافية الجيش الروسي، وأن "الطائرات الروسية تحرشت تقريبًا في الطائرة من غير طيار الأميركية فوق البحر الأسود في الأجواء الدولية".

وتابع أن البيانات التي صدرت أيضًا عن البنتاغون، طالبت الروس بالتصرف بشكل أكثر مهنية، وبأن مثل هذه الاحتكاكات قد تقود إلى أمور خارجة عن الحسبان قد تؤدي إلى تصعيد غير مقصود بين البلدين.

وأشار مراسلنا إلى حديث عن صفقة بين الشركة المصنعة لـMQ-9، وهي شركة أميركية، وبين السلطات الأوكرانية لتزويد كييف بطائرتين من هذا الطراز، لافتًا إلى أن هذه الطائرة كلفتها حوالي 30 مليون دولار كانت عرضت حسب "وول ستريت جورنال" على السلطات الأوكرانية مقابل دولار واحد، على أن تقوم أوكرانيا بدفع أجور الشحن والصيانة التي تقدر بحوالي 20 مليون دولار.

وفقدت القوات الأميركية عددًا من مسيرات ريبر في السنوات الأخيرة، بما في ذلك بنيران معادية. وقالت القيادة المركزية الأميركية إن إحداها أُسقطت في 2019 فوق اليمن بصاروخ أرض-جو أطلقه الحوثيون.

وأفادت تقارير إعلامية عن تحطم طائرة MQ-9 في ليبيا عام 2022 بينما سقطت أخرى خلال تدريب في رومانيا في وقت سابق من العام نفسه.

ويمكن تسليح هذه المسيرات بصواريخ هيلفاير وكذلك بقنابل موجهة بالليزر ويمكنها أن تطير لأكثر من 1100 ميل على ارتفاعات تصل إلى 15 ألف متر (50 ألف قدم)، وفقًا لسلاح الجو الأميركي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close