Skip to main content

زلزال المغرب يفاجئ الخبراء.. هل تتكرر الهزة بهذه القوة؟

الإثنين 11 سبتمبر 2023

شكّل الزلزال الذي ضرب المغرب مفاجأة حقيقية قد تعيد خلط الأوراق وتغير النظريات المتبعة عند علماء الزلازل والجيولوجيا، بعدما استغرب العديد من العلماء قوة الزلزال الذي سجل 7 درجات على مقياس ريختر.

وكان الزلزال هو الأقوى الذي يضرب المغرب منذ عام 1900 على الأقل، وأدى إلى مقتل أكثر من 2100 شخص، معظمهم في قرى جبلية صغيرة.

درجة مفاجئة 

ويوضح أحمد الحسني أستاذ الجيولوجيا وعضو أكاديمية الحسن الثاني للعلوم أن ما كان مفاجئًا فعلًا لهم كعلماء هو درجة الزلزال الكبيرة، لأن المنطقة التي ضربها معروفة جيولوجيًا بأنها معرضة لخطر الهزات والزلازل، في حين أن توقيت حدوثه لا يمكن التنبؤ به.

وشعر معظم سكان المملكة المغربية، مساء الجمعة الفائت، بالزلزال الذي كان مركزه وسط البلاد في منطقة إقليم الحوز التي تبعد نحو 350 كيلومترًا جنوبي العاصمة الرباط. 

ويشرح الحسني لـ"العربي": "ما كان مستغربًا هو تسجيل الزلزال قوة 7 درجات التي عادة تحصل عند حدود الصفائح التكتونية، لكنها حصلت في وسط البلاد ما كان غريبًا بعض الشيء".

هل يشهد المغرب هزة أخرى بهذا الحجم؟

كما تحدث الخبير من الرباط عن أن طاقة وقوة الزلزال تفرغت مباشرةً مرة واحدة، لافتًا أن الارتداد الأول وقع بعد نحو 20 دقيقة من الهزة الرئيسية بدرجة 4.8، وتبعها منذ ذلك الحين هزات ارتدادية لا تتجاوز الـ 4 درجات.

وطمأن الحسني المشاهدين في المغرب في حديث مع "العربي"، من أن حدوث زلزال آخر بنفس قوة الهزة الرئيسية في إقليم الحوز مستبعد جدًا، "لأن القوة كلها التي كانت متجمعة انفجرت مرة واحدة ويستغرق تجمع هذه الطاقة من جديد عشرات السنوات وقد ننتظر 50 أو 60 سنة لوقوع هزة بهذا الحجم".

أما عن الهزات الارتدادية، فقد رجح أستاذ الجيولوجيا أن تستمر من أسبوع إلى اثنين، أو شهر إلى ثلاثة، موصيًا سكان المناطق المتضررة بفحص منازلهم ورصد أي تشققات وإبلاغ السلطات المحلية بوجود تصدعات.

منطقة زلزالية

ويردف الحسني: "زلزال المغرب لا يختلف كثيرًا عن الزلزال الذي ضرب تركيا والشمال السوري في فبراير/ شباط الماضي من ناحية التداعيات، إنما يختلف من حيث موقع الصفائح التكتونية".

ويتابع: "يصنف المغرب بجنة الجيولوجيين، لأن فيه جميع أنواع السلاسل الجبلية والصخرية منذ تكوين الأرض إلى يومنا هذا.. وتتابع المراكز الجيولوجية بشكل متواصل الرصد الزلزالي في المغرب وتحتفظ بالسجلات منذ عام 1900، ولدينا آليات تسجيل ومراقبة".

ورغم كل التقدم التكنولوجي في العالم، يؤكد الحسني أنه لا يوجد حتى يومنا هذا تقنية قادرة على معرفة قوة وتوقيت حدوث الزلازل، فجل ما يستطيع العلم تأكيده هو أن المنطقة زلزالية.

المصادر:
العربي
شارك القصة