أطلقت الأمم المتّحدة تحذيرًا اليوم الثلاثاء، أشارت فيه إلى أن على العالم "الاستعداد لموجات حرّ أكثر شدّة"، وذلك بالتزامن مع موجة حرّ شديد يعاني منها سكّان النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وفي تصريح للصحافيين في جنيف، قال جون نيرن المستشار الرفيع المستوى لشؤون الحرارة الشديدة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: إنّ "شدّة هذه الظواهر ستستمرّ في الازدياد، وعلى العالم أن يستعدّ لموجات حرّ أكثر شدّة".
وأضاف أنّ "ظاهرة النينو التي أُعلن عنها أخيرًا لن تؤدّي إلا إلى زيادة وتيرة موجات الحر الشديدة هذه وشدّتها".
وأشار نيرن إلى أنّ "إحدى الظواهر التي لاحظناها هي أنّ عدد موجات الحرّ المتزامنة في نصف الكرة الشمالي زاد ستة أضعاف منذ الثمانينيات، وليس هناك أيّ مؤشّر على أنّ هذا المنحى سيتراجع".
وأعرب عن خشيته من "أنّنا لم نصل إلى نهاية مشاكلنا، وأنّ هذه الموجات سيكون لها تأثير خطر على صحة الإنسان وسبل عيشه".
"زيادة مخاطر النوبات القلبية"
وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حذرت اليوم في بيان، من أن موجة الحرارة التي يشهدها نصف الكرة الأرضية الشمالي ستتصاعد هذا الأسبوع، مما قد يترتب عليه ارتفاع درجات الحرارة ليلًا، مضيفة أن ذلك من شأنه أن يؤدي لزيادة مخاطر النوبات القلبية والوفيات.
وذكرت المنظمة في بيان، أن "درجات الحرارة في أميركا الشمالية وآسيا وفي أنحاء شمال إفريقيا والبحر المتوسط ستتجاوز 40 درجة مئوية لأيام عديدة من الأسبوع الجاري مع اشتداد موجة الحرارة".
من بينها #مصر و #العراق.. لهيب القبة الحرارية يهدد دولاً عربية في ظل صيف يوصف بالأشد حراً، فماهي هذه الظاهرة وما تأثيرها على البشر؟ pic.twitter.com/nI1mrEww0q
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) July 14, 2023
وستسجل درجات الحرارة الصغرى أثناء الليل ارتفاعات قياسية جديدة ينجم عنها ارتفاع مخاطر زيادة حالات الإصابة بالنوبات القلبية والوفيات.
وقد دقّت السلطات الصحية في دول عدة في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية ناقوس الخطر، وحضّت السكان على شرب المياه والسوائل والاحتماء من الشمس، في توجيهات تشكّل تذكيرًا جديدًا بمخاطر الاحترار العالمي.
"حالة رعب"
ولفتت خبيرة البيئة والتغيرات المناخية سوسن العوضي في إطلالة عبر "العربي" من القاهرة، إلى أن الكوكب يمر بارتفاع في درجات الحرارة منذ أكثر من عامين أو ثلاثة أعوام، مما حدا ببعض العلماء إلى القول إننا نعيش في أكثر 5 سنوات يسجل فيها الكوكب أعلى درجات حرارة على مر تاريخه.
وشرحت أن ظاهرة النينو قديمة قدم كوكب الأرض، لكن كلما توسع الإنسان في كوكب الأرض وازداد تقدمًا، كلما زادت الخطورة على هذه المدنية تبعات الظواهر الطبيعية.
وأردفت بأن ما يزيد ظاهرة النينو خطورة هو ترافقها مع واقع أن كوكب الأرض أكثر سخونة، ما يعني أنها تكون أكثر حدة وعنفًا مما سبق.
وعليه، تتحدث عن حالة من الرعب بعض الشيء في الأوساط البيئية والمناخية من وجود ظاهرة النينو وتبعاتها، سواء أكان ذلك على مستوى الكوارث الطبيعية أو المناخية.