الخميس 21 نوفمبر / November 2024

الأكثر سخونة منذ 12 ألف عام.. ما أسباب ارتفاع درجة حرارة الأرض؟

الأكثر سخونة منذ 12 ألف عام.. ما أسباب ارتفاع درجة حرارة الأرض؟

شارك القصة

فقرة ضمن برنامج "الأخيرة" تناقش التحذيرات الأممية من ارتفاع درجات الحرارة (الصورة: غيتي)
لم تكن الأرض دافئة بهذا الشكل منذ العصر الجليدي، والأيام القليلة الماضية هي أكثر الأيام دفئًا على مستوى العالم منذ 12 ألف عام.

للمرة الثالثة خلال أسبوع، سجّل متوسط ​​درجة حرارة الأرض رقمًا قياسيًا جديدًا غير رسمي يوم الخميس، وهو الأكثر سخونة على الإطلاق، أو حتى الأكثر سخونة منذ 12 ألف عام.

وهو سجل يحتوي على بعض الأسئلة والمحاذير العلمية المشروعة، لدرجة أن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي قد نأت بنفسها عنه.

ورغم أنّ الرقم 17.23 درجة مئوية (63 درجة فهرنهايت) لا يبدو ساخنًا إلى هذا الحد لأنه متوسط ​​درجات الحرارة من جميع أنحاء العالم، استحوذت درجات الحرارة على اهتمام عالمي، إذ يقول العلماء إنّ قرع طبول السجلات اليومية- رسمية أم غير رسمية- هو أحد الأعراض لمشكلة أكبر، من منطلق أنّ الأرقام الدقيقة لا تكون مهمة بقدر أهمية سببها.

وفي هذا الإطار، قال عالم المناخ فريدريك أوتو من إمبريال كوليدج في لندن لوكالة اسوشييتد برس: "السجلات تلفت الانتباه، لكننا بحاجة إلى التأكد من ربطها بالأشياء المهمة في الواقع. ولا أعتقد أنه من المهم أن تكون الأرقام رسمية، ما يهم هو أنها ضخمة وخطيرة ولم تكن لتحدث لولا تغيّر المناخ".

والخميس، تجاوز متوسط درجة حرارة ​​الكوكب علامة 17.18 درجة مئوية، والتي تم تسجيلها يوم الثلاثاء وتُعادل درجة الحرارة خلال يوم الأربعاء، وفقًا لبيانات من آلة تحليل المناخ التابع لجامعة ماين، وهي أداة تستخدم بيانات الأقمار الصناعية ومحاكاة الكمبيوتر لقياس حالة العالم.

وحتى نهار الاثنين، لم يتجاوز أي يوم متوسط درجة الحرارة 17 درجة مئوية، ضمن سجلات الأداة منذ 44 عامًا.

ووصف يوهان روكستروم، مدير معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ في ألمانيا لوكالة اسوشييتد برس، درجة 17.23 مئوية (63 درجة فهرنهايت) بأنّها "استثناء استثنائي" والأعلى بنحو 6 درجات من متوسط ​​السنوات الـ12 ألفًا الماضية.

وقال روكستروم: "على الأرجح، ستُترجم إلى ظواهر أكثر حدة في شكل فيضانات، وجفاف، وموجات حرّ، وعواصف".

بدوره، أكد مايكل مان، عالم المناخ بجامعة بنسلفانيا لوكالة اسوشييتد برس، أنّ الأيام القليلة الماضية والأسبوع الماضي "كانا أكثر الأيام دفئًا على مستوى العالم منذ 12 ألف عام".

ومستشهدًا بدراسة عام 2021 تُفيد بأنّ الأرض هي أكثر دفئًا منذ انتهاء العصر الأخير، قال إنّ الأرض على الأرجح "لم تكن دافئة بهذا الشكل منذ العصر الجليدي، أي قبل ذلك بنحو 12 ألف عام".

بدوره، أوضح عالم المناخ زيكي هاوسفاثير من شركة "Stripe" ومجموعة بيركلي لمراقبة درجة حرارة الأرض للوكالة، أنّه "لن يتفاجأ إذا كان الطقس هو الأكثر دفئًا منذ 12 ألف عام".

وهذا الأسبوع تحوّلت أماكن شديدة الحرارة أصلًا إلى أماكن تحت درجة حرارة خطيرة جدًا على غرار جينغشينغ في الصين، التي سجّلت 43.3 درجة مئوية، إضافة إلى الأماكن الدافئة بشكل غير عادي، مثل القارة القطبية الجنوبية، حيث ارتفعت درجات الحرارة في معظم أنحاء القارة 4.5 درجة مئوية أعلى من المعدل الطبيعي.

ونهار الخميس، كانت درجات الحرارة خطيرة في أدرار الجزائرية، وبلغت 39.6 درجة مئوية حتى في الليل عندما يفترض أن تنخفض درجة الحرارة.

"كان هذا هو أسوأ انخفاض في درجات الحرارة خلال الليل على الإطلاق في إفريقيا"، وفقًا لمؤرخ الطقس وعالم المناخ ماكسيميليانو هيريرا.

كما ارتفعت درجة الحرارة في جميع أنحاء أوروبا هذا الأسبوع. وتوقّعت وكالة الأرصاد الألمانية درجة حرارة تبلغ 37 درجة مئوية يوم الأحد، كما أصدرت وزارة الصحة تحذيرًا للأشخاص المعرضين للخطر.

في حين أن هناك نقاط صغيرة من درجات الحرارة الأكثر برودة من المعتاد في جميع أنحاء العالم، فإن قياس جامعة ماين هو المتوسط. وهذا يعني أن بعض الأماكن- بما في ذلك كلتا المنطقتين القطبيتين- ستكون أكثر دفئًا من المعتاد بينما البعض الآخر سيكون أكثر برودة.

وفي المتوسط، يكون الجو أكثر دفئًا بنحو 1.8 درجة مئوية من متوسط درجة الحرارة المسجّل بين عامي ​​1979 و2000، وأكثر دفئًا من متوسط درجات الحرارة المسجّلة في القرنين العشرين والتاسع عشر.

7 يوليو 2023 هو الأكثر سخونة منذ 12 ألف عام
7 يوليو 2023 هو الأكثر سخونة منذ 12 ألف عام- غيتي

ويقول العلماء إنّ ارتفاع درجة الحرارة مدفوعة بعاملين: الاحتباس الحراري على المدى الطويل نتيجة انبعاثات غازات الدفيئة من حرق الوقود الأحفوري، وظاهرة النينيو الطبيعية في جزء من المحيط الهادئ التي تغيّر الطقس على مستوى العالم، وتجعل درجة حرارة الأرض الفعلية أكثر سخونة.

والخميس، أصدرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي مذكرة تحذيرية بشأن نتائج أداة ماين، قائلة إنّها لا تستطيع تأكيد البيانات التي تنتج جزئيًا من نمذجة الكمبيوتر، قائلة إنها لم تكن بديلًا جيدًا للملاحظات.

غير أنّ غابرييل فيكي، عالم المناخ بجامعة برينستون، فقال إنّ العلماء "لا يفهمون ولم يتعمّقوا كثيرًا في التقلّبات اليومية للطقس"، مضيفًا أنّ الأكثر أهمية بالنسبة لهم هي "البيانات العالمية على مدار الأشهر والسنوات والعقود" على وجه الخصوص.

وقال: "ما يهم هو حقيقة أنّنا لم نمر بعام أكثر برودة من متوسط ​​القرن العشرين، خلال إدارة الرئيس جيرالد فورد (1976)".

من جهتها، قالت كاثلين هول جاميسون، مديرة مركز أنينبرغ للسياسات العامة بجامعة بنسلفانيا، إنّ سرعة تسجيل السجلات اليومية أمر مهم، لأنّنا نختبر العالم ساعة بساعة، يومًا بعد يوم، وليس بمعدلات شهرية أو سنوية".

بدوره، قال ماكس بويكوف، أستاذ الدراسات البيئية بجامعة كولورادو الذي يتتبّع التغطية الإعلامية لتغيّر المناخ، إنّ المناقشات حول مدى أهمية السجلات الرسمية ليست بنفس أهمية وصول الجمهور للرسالة "أن الأرض تزداد احترارًا وأن البشر مسؤولون".

أما أستاذ الاتصالات المناخية بجامعة جورج ميسون  إد مايباخ فأكد أنّ "قضية تغيّر المناخ لا تحظى في كثير من الأحيان بالاهتمام لأكثر من 15 دقيقة، باستثناء ارتباط الخبر بتقرير علمي أو اجتماع للسياسيين".

وأضاف أنّ الشعور بالحرارة، واستنشاق دخان حرائق الغابات، تجربة عامة مشتركة ملموسة يمكن استخدامها لتركيز النقاش العام".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
تغطية خاصة
Close