رأى الكاتب الصحفي، الصغير الشامخ، أن الملف التونسي بات إقليميًا، لعدة اعتبارات أولها وجود الكثير من "المستثمرين" في التجربة التونسية خلال العشر سنوات الأخيرة، كما أن هناك محاولات للتأثير على بعض التوازنات وتوسيع مجالات النفوذ في منطقة شمال إفريقيا، ما يفسر الضغوط الخارجية على الداخل.
وأشار الشامخ، في حديث إلى "العربي" من تونس، إلى أن للحراك الأميركي الأخير باتجاه تونس عنوانين رئيسيين، أولهما أن واشنطن هي من أكبر المستثمرين فيما يسمى بالتجربة الديمقراطية الجديدة في البلاد، أما العنوان الثاني فيرتبط بالجوار الليبي والجزائري والاستقرار في منطقة شمال إفريقيا.
وكان الرئيس التونسي قيس سعيد قد استقبل وفدًا رسميًا أميركيًا برئاسة جوناثان فاينر، مساعد مستشار الأمن القومي. وتسلم سعيد رئاسة خطية من نظيره جو بايدن.
وأكد فاينر خلال هذا اللقاء أن بلاده تدعم المسار الديمقراطي في تونس، وتتطلع إلى الخطوات المقبلة التي سيتخذها الرئيس سعيد في الفترة المقبلة.
انعكاس الصورة
واعتبر الصحفي التونسي أن هناك أزمة "اتصالات" في رئاسة الجمهورية التونسية، كون هذه المؤسسة لا تمتلك خلية للتواصل والإعلام قادرة على توجيه رسائل وعكس حيثيات كل ما يقع في قصر قرطاج ما يفسر التخبط الإعلامي.
وعلل الشامخ ذلك بالإشارة إلى البيان الرئاسي حول زيارة الوفد الأميركي والإصرار على إدراج نقطتين أساسيتين من خلاله، بغية تقبله من أنصار سعيد، أما النقطة الأولى فهي تتعلق بتحذير الرئيس التونسي من بث الإشاعات والمغالطات حول ما يجري في تونس أمام الرأي العام الدولي، والثانية تتعلق في التركيز على "دستورية" خطوة الرئيس.
ورأى الشامخ أن التونسيين يقرأون ما يحدث في بلادهم في عين الخارج لا بعين الداخل، "فالرئاسة التونسية حجبت اتصالات عدة دول أوروبية وعربية، كما أن الفريق المحيط بالرئاسة لا يتقبل النقد من أي جهة أتت سواء خارجية أو داخلية".