في زيارة مثيرة للجدل وسط تزايد التحدي الغربي للنظام الحاكم في الصين، استقبل الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم الجمعة في قصر الشعب ببكين المستشار الألماني أولاف شولتس، أول زعيم من الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع يزور هذا البلد منذ بداية تفشي فيروس كورونا عام 2020.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ، إن زيارة شولتس "تعزز التعاون العملي" مع ألمانيا، وفق ما نقلت عنه محطة "سي سي تي في" الحكومية.
وتستغرق هذه الزيارة بضع ساعات، ومن المقرر أن يلتقي شولتس لاحقًا رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ.
انتقادات للزيارة
لكن زعيم أكبر قوة اقتصادية في أوروبا واجه انتقادات على خلفية الزيارة، حتى إن أعضاء ضمن ائتلافه الحكومي أعربوا عن قلقهم حيال اعتماد ألمانيا الشديد على بكين التي يزداد استبدادها، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
من جهته، أبلغ المستشار الألماني الرئيس الصيني بأنه يرغب في "زيادة تطوير" التعاون الاقتصادي مع الصين رغم "وجهات النظر المختلفة" بين البلدين.
وأضاف شولتس متحدثًا إلى الرئيس الصيني: "نريد أيضًا أن نناقش كيف يمكننا تطوير تعاوننا (...) في مواضيع أخرى: تغير المناخ والأمن الغذائي والدول المثقلة بالديون".
الرئيس الصيني شي جين بينغ يفوز بولاية ثالثة على رأس الحزب الشيوعي #الصين تقرير: محمد شهابي pic.twitter.com/XJDFUW0cNl
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 23, 2022
وتعهّد شولتس، أمس الأربعاء بعدم تجاهل القضايا الجدلية خلال زيارته للصين، ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم.
وكتب في صحيفة "فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ" قبيل الزيارة "نسعى إلى التعاون، وهو أمر يصب في مصلحة الجانبين. لن نتجاهل القضايا المثيرة للجدل".
وعدّد شولتس سلسلة "مواضيع صعبة" سيطرحها تشمل احترام الحريات المدنية وحقوق الأقليات العرقية في شينجيانغ والتجارة الدولية الحرة والمنصفة.
وتفاقمت حدة هذه المخاوف بعدما وجدت ألمانيا نفسها في وضع صعب جراء اعتمادها على واردات الغاز الروسي، إذ عانت أزمة طاقة بعدما خفضت موسكو الإمدادات على وقع ارتفاع منسوب التوتر جراء حرب أوكرانيا.
استثمار الصين في ألمانيا
وتأتي الزيارة في خضم اقتراب شركة "كوسكو" الصينية من شراء 25% من إحدى المحطات الرئيسية العاملة في ميناء هامبورغ الأكبر في ألمانيا.
وبعد تعرض صادرات الصين لعقوبات أميركية، عمدت بكين إلى الإنتاج من بلدان أخرى لضمان وصول سلعها إلى واشنطن، حيث عمدت إلى إطلاق يدها في الخارج بعيدًا عن حدودها، حتى وصلت إلى الدولة الاقتصادية الأبرز في أوروبا، ألا وهي ألمانيا.
ويريد العملاق الاقتصادي الآسيوي أن يعيد إحياء طريق الحرير، عبر مبادرة "الحزام والطريق" التي ستصل من جديد إلى القارة الأوروبية.
لكن ذلك كثيرًا ما يثير قلق الولايات المتحدة، إذ توترت العلاقات بين واشنطن وبكين في السنوات الأخيرة بشأن قضايا تشمل تعديات بكين على تايوان المتمتعة بحكم ذاتي.
وأكدت الولايات المتحدة مرارًا أنها ستدافع عن تايبيه في حال تعرضها لغزو صيني، إضافة إلى قمع مؤيدي الديمقراطية في هونغ كونغ وانتهاكات حقوق الإنسان المفترضة في شينجيانغ. كما اتهمت واشنطن بكين بتوفير غطاء دبلوماسي للهجوم الروسي على أوكرانيا.
وقبل أسبوع، أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ أن الصين والولايات المتحدة يجب أن "تجدا سبلًا للتوافق" من أجل صون السلام والتنمية في العالم، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية اليوم الخميس، وذلك بعد فوزه بولاية ثالثة على رأس النظام الشيوعي الصيني.