صرّحت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس أن الولايات المتحدة ستتحرّك "دون خوف أو تردد" في آسيا وضمنها مضيق تايوان، وذلك في حديث أمام جنود أميركيين في اليابان الأربعاء غداة مشاركتها في الجنازة الوطنية لرئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي الذي اغتيل في يوليو/ تموز الماضي.
"سلوك مقلق"
واتهمت هاريس بكين باتباع "سلوك مقلق" في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي وبتنفيذ "استفزازات في مضيق تايوان".
وقالت: "تعتبر الولايات المتحدة أن السلام والاستقرار في مضيق تايوان من الركائز الأساسية للحرية والانفتاح في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وأضافت: "سنواصل التحليق والملاحة والعمل دون خوف أو تردد حيثما يسمح القانون الدولي بذلك".
وتسعى الصين لضم تايوان والممر البحري الفاصل بين الجزيرة والصين القارية، وهو أحد قنوات الملاحة الأكثر استخدامًا في العالم.
واشنطن تعارض استيلاء الصين على تايوان
وجددت هاريس تأكيدها معارضة واشنطن لأي محاولة صينية أحادية الجانب للاستيلاء على تايوان، متعهدةً باستمرار دعم الولايات المتحدة للدفاع عن الجزيرة.
وكان الرئيس جو بايدن قد عاود تأكيد هذا الالتزام في وقت سابق من سبتمبر/ أيلول الحالي، حيث أجاب عن سؤال خلال مقابلة عبر محطة "سي بي إس" عما إذا كان "الأميركيون سيدافعون عن تايوان في حال حدوث غزو صيني"، قائلًا: "نعم، إذا حصل هجوم غير مسبوق".
لكن الصين نددت بتصريحات بايدن معتبرةً أنها "انتهاك خطر لالتزام مهم قطعته الولايات المتحدة بعدم تأييد استقلال تايوان".
أمّا البيت الأبيض فعاد وأكّد أن سياسة الولايات المتحدة تجاه تايوان "لم تتغير".
وقالت هاريس في مداخلتها أمام الجنود الأميركيين في قاعدة يوكوزوكا البحرية بالقرب من طوكيو: "لا تسعى واشنطن إلى صراع مع الصين" ولكننا "نتوقع سلوكًا عدوانيًا متواصلًا من بكين التي تحاول تقويض الوضع الراهن من جانب واحد".
كما اتهمت هاريس روسيا "بمحاولة ضم أراضي دولة أخرى ذات سيادة"، في إشارة إلى الاستفتاءات التي نظمتها موسكو في المناطق المحتلة في أوكرانيا. كذلك اتهمت هاريس كوريا الشمالية بتهديد الاستقرار الإقليمي بإطلاقها صواريخ جديدة.
وستغادر نائبة الرئيس الأميركي اليابان مساء الأربعاء متوجهةً إلى كوريا الجنوبية.
وتأتي تصريحات هاريس بعد أقل من أسبوع على لقاء جمع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بنظيره الصيني وانغ يي في نيويورك، وهو الأول من نوعه منذ يوليو/ تموز الماضي.
وخلال اللقاء الذي استمر تسعين دقيقة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، شدّد الوزير الأميركي على أن المحافظة على السلام والاستقرار في مضيق تايوان أساسي للأمن والاستقرار الإقليميين والعالميين".
وقبل يوم من لقائه بلينكن، عبّر وانغ، عن غضب بلاده بسبب دعم الولايات المتحدة لتايوان. وقال: "مسألة تايوان تصبح موضوع التوتر الأكثر خطورةً في العلاقات الأميركية الصينية".
وقد أثارت زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان الشهر الفائت غضب السلطات الصينية، وقد أجرت الأخيرة أكبر مناورات عسكرية في تاريخها حول تايوان استمرت لأيام. لكن ذلك لم يمنع وصول عدد من المسؤولين الأميركيين إلى تايبيه بعد بيلوسي.