دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الإثنين الدول الغربية إلى الاتحاد لمنع وقوع "إبادة جماعية تريدها روسيا في أوروبا"، قائلًا: "إن أمن القارة الأوروبية رهن نتيجة غزو موسكو لكييف".
وقال في خطاب أمام البرلمان الروماني، بعدما عرض مشاهد تظهر جثثًا بثياب مدنية منتشرة في شوارع مدينة بوتشا الأوكرانية: "معًا يمكننا وقف الذين يريدون إبادة جماعية في أوروبا".
وأضاف زيلينسكي في خطابه: "أوكرانيا ليست الهدف الأخير للعدوان الروسي". وتابع: "موسكو تريد احتلال أوديسا ومن ثم هناك خطوة واحدة قبل وصولها إلى مولدافيا". كما دعا النواب الرومانيين إلى "الدفاع عن استقلال وسيادة" هذا البلد الصغير الواقع بين أوكرانيا ورومانيا.
وطالب بفرض عقوبات جديدة على روسيا لكي "تُحرم من جميع مواردها". وقال: "أغلقوا موانئكم أمام السفن الروسية، أوقفوا عبور البضائع من وروسيا وإليها، لا تستوردوا موارد من روسيا بعد اليوم".
"فظائع بوتشا"
وصُدم العالم من هول مشاهد الجثث والمقبرة الجماعية التي شوهدت في مدينة بوتشا، بعد انسحاب القوات الروسية منها، وعُثر على جثث عشرات المدنيين في المدينة وبعضها مكبل الأيدي إلى الخلف، وأيضًا عثر على مقابر جماعية.
واحتل الجيش الروسي مدينة بوتشا الواقعة شمال غرب كييف في 27 فبراير/ شباط، وتعذّر الوصول إليها طيلة أكثر من شهر، قبل أن ينسحب منها أخيرًا.
وزار زيلينسكي الإثنين مدينة بوتشا التي سيطرت عليها القوات الأوكرانية مجددًا قبل أيام، حيث وصف أفعال القوات الروسية بأنها "جرائم حرب" سيُعترف بها على أنها "إبادة جماعية". وأكد الرئيس الأوكراني أنه أصبح من الصعب على بلاده التفاوض مع روسيا، منذ أن علمت بحجم الفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية على أراضيها.
دعوات للتحقيق في "جرائم حرب"
ودعت دول غربية إلى تحقيق في "جرائم حرب" يُتهم الجيش الروسي بارتكابها في بوتشا، الأمر الذي تنفيه موسكو.
وفي أول تعليق منه على "فظائع بوتشا" الأوكرانية على يد القوات الروسية، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الإثنين، إلى "محاكمة في جرائم حرب".
كما أدانت الحكومة البريطانية، اليوم الإثنين، القتل "الهمجي" للمدنيين من قبل روسيا في أوكرانيا. وقال ماكس بلين، المتحدث باسم رئيس الوزراء بوريس جونسون: إن "الجثث التي عُثر عليها في مناطق استُعيدت مؤخرًا من روسيا أظهرت أن الهجمات التي ارتكبت ضد المدنيين الأبرياء شنيعة، وهي دليل آخر على أن بوتين وجيشه يرتكبون ما يبدو أنه جرائم حرب في أوكرانيا".
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، اليوم الإثنين، أن الاتحاد الأوروبي مستعد لإرسال فرق محققين إلى أوكرانيا للمساعدة في جمع أدلة عن "الجرائم الروسية في منطقة كييف".
دعوة لانعقاد مجلس الأمن
ودعت بريطانيا إلى عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي، غدًا الثلاثاء، لمناقشة الأدلة المتزايدة على "ارتكاب جرائم حرب في مدينة بوتشا" الأوكرانية، التي هزّت جثث المدنيين المتناثرة فيها ضمير العالم، بعد انسحاب القوات الروسية منها.
وتولت بريطانيا اعتبارًا من الأول من شهر أبريل/ نيسان الجاري، الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن الدولي التي تستمر شهرًا واحدا حسب الترتيب الأبجدي للدول.
وأعلنت الأمم المتحدة، الإثنين، أن 1430 مدنيًا على الأقل قُتلوا وأُصيب ألفان و97 آخرون في أوكرانيا منذ اندلاع الحرب أواخر فبراير/ شباط الماضي.
وذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان، أن 4 ملايين و215 ألفًا و47 أوكرانيا لجأوا إلى الدول المجاورة في الفترة بين 24 فبراير و3 أبريل/ نيسان 2022.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة بدورها إن 6.5 ملايين مدني نزحوا داخل أوكرانيا، ما يرفع عدد النازحين الإجمالي مع اللاجئين إلى قرابة 10 ملايين شخص.